خفضت السعودية ودول خليجية أُخرى بعض أسعار الفائدة أمس الخميس للحد من جاذبية المراهنات على رفع قيمة عملاتها المرتبطة بالدولار، بعد أن خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأميركي كلفة الاقتراض. وانخفض سعر صرف الريال السعودي إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع أمس، بعد أن خفضت مؤسسة النقد العربي السعودي ساما سعر الريبو العكسي ربع نقطة مئوية، ما قلص التكهنات برفع قيمة العملة. كما خفضت الكويتوالبحرينوالإمارات بعض أسعار الفائدة. وتعكس معظم التحركات المخاوف من ارتفاع التضخم المحلي. إذ تركت الكويت والسعودية أسعار الفائدة الأساسية من دون تغيير، وخفضت الإمارات الأسعار الرئيسية بما يصل إلى 20 نقطة أساس. وكانت البحرين هي الوحيدة التي أعلنت خفضاً مماثلاً للخفض الأميركي البالغ ربع نقطة مئوية. وقال الرئيس الإقليمي لقسم الأبحاث في ستاندرد تشارترد ماريوس ماراثفتيس: "إنهم يقومون بالحد الأدنى مما يتعين عليهم عمله بسبب ربط عملاتهم بالدولار". وخشية تفاقم التضخم المحلي، فضل البنك المركزي السعودي تجاهل الخفض السابق للفائدة الأميركية في 18 أيلول سبتمبر، ما آثار تكهنات السوق برفع رسمي وشيك لسعر صرف الريال، ودفع العملة السعودية إلى الارتفاع إلى أعلى مستوى في 21 عاماً. وعقب خفض الفائدة السعودية، انخفض سعر الطلب على العملة السعودية إلى 3.7430 ريال في مقابل الدولار، لتسجل أدنى مستوى منذ الثامن من تشرين الأول أكتوبر الماضي. وابقى البنك المركزي رسمياً سعر الريال مستقراً عند 3.75 ريال للدولار منذ حزيران يونيو 1986، ولكن في السوق بلغت العملة في العاشر من أكتوبر أعلى مستوى في 21 عاماً عند 3.7290 ريال للدولار. كما رفعت مؤسسة النقد العربي السعودي، نسبة الاحتياطي القانوني للبنوك إلى 9 في المئة من 7 في المئة لضمان ألا يؤدي خفض فائدة إلى ارتفاع عمليات الإقراض، وتفاقم التضخم الذي بلغ في آب أغسطس أعلى مستوى في سبع سنوات عند 4.4 في المئة. وقال كبير الاقتصاديين لدى بنك ساب السعودي الذي اطلع بنفسه على بيان المؤسسة جون سفاكياناكيس:"هذا يعني أن البنوك ستضطر إلى الاحتفاظ بقدر أكبر من الأموال في خزائنها بدلاً من إطلاقها في النظام المصرفي". وقال متحدث باسم البنك المركزي السعودي، إنه ليس بإمكانه التعليق على الفور على أي من قرار البنك. وتعكس معضلة السعودية ما تواجهه البنوك المركزية الأخرى في المنطقة التي تشعر بالانقسام بين الحد من ارتفاع العملة والسيطرة على التضخم في اقتصادات تشهد طفرة في النمو بفضل ارتفاع أسعار النفط إلى أربعة أمثالها منذ العام 2002. وقالت الاقتصادية في المجموعة المصرفية هيرميس ومقرها القاهرة مونيكا مالك: "سيتركز الاهتمام على الأرجح على الجانب المحلي والتضخم". وخفضت الإمارات أسعار الفائدة على كل شهادات الإيداع بما يصل إلى 20 نقطة أساس. ولا يطبق البنك المركزي في الإمارات التي تربط عملتها بالدولار الأميركي سعر فائدة أساسياً. وتستخدم البنوك شهادات الإيداع لتحديد أسعار الفائدة بين البنوك. كما خفضت الكويت سعر الريبو بواقع 25 نقطة أساس ليصل إلى 4.5 في المئة، ولكنها تركت سعر الخصم الرئيسي من دون تغيير عند 6.25 في المئة. وتقتفي البنوك المركزية الخليجية عادة خطى السياسة النقدية الأميركية للحفاظ على العائد النسبي على عملاتها، وبعد أن خفض مجلس الاحتياطي الفائدة الأميركية 25 نقطة أساس أول من أمس الأربعاء، اتسعت الفجوة بين العائد الذي يحصل عليه المستثمرون على الريال السعودي والدولار لتصبح الأكبر منذ العام 2002. وترك البنك المركزي السعودي سعر إعادة شراء الأوراق المالية من دون تغيير عند 5.5 في المئة، بعد أن خفض مجلس الاحتياطي سعر الفائدة الأساسي بواقع 50 نقطة أساس في 18 سبتمبر، وبالخفض الأخير أصبحت الفائدة على الأموال الاتحادية لليلة واحدة 4.5 في المئة. ولم تعلن قطر بعد أي تغيير في أسعار الفائدة. والخميس يوم عطلة أسبوعية في سلطنة عمان.