كاد ملتقى جازان الشعري يختتم فعالياته مساء الخميس الماضي بنجاح، نادراً ما تشهده أنشطة نادي جازان الأدبي، لكن تطاول الشاعر إبراهيم صعابي على زميله عضو مجلس الإدارة عمر طاهر زيلع بددت ذلك النجاح، ودفعت كثيراً ممن حضروا الليلة الختامية إلى الامتعاض من هذا السلوك الذي وصفوه ب"غير الحضاري"، إضافة إلى أنه كشف أزمة حادة يعيشها أعضاء مجلس إدارة"أدبي جازان". فاجأ صعابي الحضور بصعوده إلى المنبر، وطالب زيلع بالتوقف عن إلقاء ورقته، رافضاً فكرة استمراره، بحجة أن مداخلته جاءت في غير وقتها، والزمن مخصص لورقة الشاعر إبراهيم مفتاح. وتدخل رئيس النادي أحمد الحربي سريعاً لاحتواء الأزمة، وأقنع زيلع بالتوقف والترجل من المنصة، محققاً إعادة التوازن للأمسية الأخيرة، فيما عقدت الصدمة ألسنة معظم الحضور، عاجزين عن فهم ما حدث ودوافع صعابي الخفية. ووصف رئيس النادي الحربي ما حدث بالأمر العادي والمتوقع، محتفظاً بامتعاضه ومعاناته من آلية تصفية الحسابات غير المتوقعة. فيما عدّ عضو النادي محمد النعمي تصرف صعابي غير حضاري، وإن توفرت المبررات للتدخل، لاعتبارات الوقت وجدول العمل المعد سلفاً. من جانبه، قلل المشرف على ملتقى الشعر حسن صلهبي من تأزم الموقف. وأكد أن أعضاء النادي مسؤولون عن نجاح الملتقى، وليس من حقهم الشروع في مداخلات وتعليقات تفضي لنقد العمل أو إفساد متعة النجاح. وبحسب ضيوف الملتقى، فإن النادي نجح في جمع أربعة أجيال شعرية تحت مظلة الشعر، عبر ثلاث ليال تداخل فيها الشعر بالنقد وتكريم الرواد. واستحضر الملتقون تاريخ ومسيرة الشاعر محمد علي السنوسي، وشارك بتحامل على المرض الشاعر علي أحمد النعمي. وحضر من فرسان الشاعر إبراهيم مفتاح، إضافة إلى جيل جديد من شعراء وشاعرات المنطقة استعرضوا مهاراتهم في كتابة القصيدة بمختلف أنواعها. وسجّلوا قفزة نوعية في الصورة الشعرية وتعدد الرؤى، باعثين الطمأنينة على الشعر في أنفس الحاضرين. واختتم الملتقى فعالياته بعد منتصف ليل الجمعة، متخطياً كل ما حدث من خلل تنظيمي وتجاوزات مقصودة وغير مقصودة، ليذهب كل شيء ويبقى الشعر بكامل هيبته، مرسّخاً أقدام نخبة بحجم إبراهيم زولي وعلي الأمير ويحيى خواجي وعلي الحازمي وموسى عقيل وموسى محرق وعبدالكريم إبراهيم وعلي رديش ومحمد مباركي وآخرين، ومؤذناً بأسماء نقدية شابة تمثلت في تجارب جبريل سبعي وإسماعيل مهجري، إضافة إلى النقاد الأكاديميين من جامعات سعودية عدة.