ماذا لو اشتكى لاعب كرة محترف لهيئة حقوق الإنسان عن معاناته مع ناديه؟... هل ستقوم القيامة عليه أم سيجد من ينصفه ويعيد له حقوقه؟ منذ أن بدأ عصر الاحتراف في رياضتنا واللاعب هو الضحية الأولى في ذلك... فهو محل الاتهام دائماً... وهو المقصر، وهو سلسلة لا تنتهي من الاتهامات تنهال عليه... نطالبه كثيراً ولا نمنحه إلا حبراً على ورق. أشك أن هناك لاعباً يعيش حياة طبيعية مع الاحتراف.. لا يرى في الاحتراف إلا عقوبة تحاصره من كل اتجاه.. ومصدر قلق لا يتحول إلى اطمئنان أبداً. وعندما يطالب بحقوقه سيتهم بالمادية وبعدم الولاء لناديه ويخرج خاسراً منذ البداية، اللاعب بشر وعنده مسؤوليات وواجبات، لذا لا بد أن يمنح الحقوق كاملة ليستطيع أن يبذل قصارى جهده مع ناديه وعائلته. بنظرة مقارنة بسيطة مع أحوال اللاعبين المحترفين في الخارج نجد أن هناك عقوداً تحترم وفرصاً تتاح ليكسب الأكل. النادي لا يهتم باللاعب وحده بل يتعداه للاهتمام بعائلته ليجد اللاعب الأجواء صحية حواليه، فتنال عائلته الاهتمام وتمنحه الراحة أكثر، فنرى التأمين الطبي والسكن والمواصلات وأمور الدراسة والسفر والسياحة محل الاهتمام، ويكون هناك طاقم متكامل للاهتمام بكل ذلك... نادي ليفربول منح لاعبيه أخيراً اهتماماً اكبر بوضع حراسات أمنية على بيوتهم بسبب تعرض احدها للسرقة أثناء مباراة للفريق... ما أريد أن نصل إليه أن يكون هناك نظام يحترم من دون منٍ أو أذى... ليعيش اللاعب حاضراً رائعاً ومستقبلاً مطمئناً. فمن حق اللاعب منحه حقوقه كاملة وفي موعدها، بل ومنحه فرصاً عدة لزيادة دخله من خلال الإعلانات أو الإعارات أو الانتقالات... صحيح أن هناك عواطف للاعبين مع أنديتهم وجماهيرهم، ولكن تظل مصلحة اللاعب فوق كل شيء... في ظل أن عمر اللاعب ليس مثل عمر الموظف العادي... ولا أدري لماذا لم يتم التفكير مع مصلحة المعاشات والتقاعد أو"التأمينات"في إيجاد آلية تحفظ للاعب حقوقه وكرامته بعد خروجه من المستطيل الأخضر. من حق اللاعب أن يمنحه ناديه الفرصة لدخول بوابات أكبر بعد الاعتزال من خلال الترشيح للاتحادات أو العمل في النادي إدارياً أو مدرباً كل بحسب موهبته. من الظاهر أن البعض يحسدون اللاعبين على فلكية الأرقام حواليهم، ولكن من يقترب من حال بعضهم سيكتشف عذابات لا أول لها ولا آخر... وأظنه آن الأوان لإنشاء رابطة للاعبين المحترفين تهتم بأمورهم أكثر وتكون خير حاضن لهم وخير ممثل ومدافع عنهم.