فوجئ مواطن سعودي في مركز الرديفة 80 كيلومتراً غرب سكاكا بنفوق 24 رأساً من أغنامه دفعة واحدة صباح الأربعاء الماضي، بعدما أطعمها"برسيماً" اشتراه من منطقة البسيطا الزراعية في الجوف. وتعد هذه المرة الأولى التي تنفق فيها أغنام في المنطقة بسبب أعلاف، وتأتي هذه الحادثة في وقت سجلت فيه حالات نفوق ل 65 رأساً من الإبل خلال الأيام الماضية في"الرديفة". وقال المواطن رافع الشمري ل?"الحياة"أمس:"قدمت لأغنامي البرسيم بعد مغرب الثلثاء الماضي". وأضاف:"لاحظت اعتلال صحة الأغنام بعد تناولها البرسيم، وحاولت معالجتها بإطعامها تمراً، لكن 24 منها نفقت صباح الأربعاء". وأشار الشمري الذي يملك نحو 200 رأس من الأغنام وتعد مصدر دخله الوحيد، إلى أن لجنة من مركز الرديفة ومديرية الزراعة زارت مزرعته مساء الأربعاء لمعاينة الأغنام النافقة. وأكد أنه اشترى البرسيم من منطقة البسيطا الزراعية، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل لمنع تسرّب العلف المسمم إلى السوق. من جهته، قال مصدر طبي في اللجنة التي عاينت الأغنام النافقة ل"الحياة"، إن اللجنة أخذت عينات من العلف الذي أكلت منه الأغنام، إضافة إلى كميات من دم الرؤوس النافقة. وأكد أن اللجنة رفعت تقريراً حول الحادثة إلى إمارة المنطقة، مشيراً إلى أن نتائج التحليل لم تظهر بعد. وكانت"الحياة"، نشرت أمس تقريراً عن نفوق 65 رأساً من الإبل في مركز الرديفة، وذكر فيه مصدر في المديرية العامة للشؤون الزراعية في منطقة الجوف، أن لجنة من وزارة الزراعة حصرت الإبل النافقة وأخذت عينات منها، ورفعت تقريراً بهذا الخصوص إلى إمارة المنطقة. وقال إن عدد الإبل النافقة التي حصرتها اللجنة بلغ 65 رأساً، يمتلكها 14 مواطناً. وأوضح أن معظم الإبل النافقة في المركز لم يتبين سبب نفوقها، مؤكداً أنه تم رفع عينات من العلف الذي أكلت منه الإبل النافقة إلى وزارة الزراعة،"وأثبتت الفحوصات التي أجريت عليها سلامتها". يذكر أن عدد رؤوس الماشية في منطقة الجوف بحسب إحصاءات وزارة الزراعة يبلغ 4.4 مليون رأس، منها 2.8 مليون من الأغنام، و1.6 مليون من الماعز، و30 ألفاً من الإبل، و3 آلاف بقرة. وفي جازان، وصل عدد الإبل النافقة حتى أمس إلى 127 رأساً. وأبدى مواطنون تذمرهم من تباطؤ وزارة الزراعة في حل المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد آخر. وقال عيسى بن علي الذي نفق عدد من إبله ل?"الحياة"أمس،"لم نعد نثق بوزارة الزراعة فهي فشلت في مواجهة الكارثة، فنحن نخسر عدداً من جمالنا يوماً بعد آخر منذ شهر". وأضاف:"أطباؤها البيطريون يكتفون بالمشاهدة ويقفون عاجزين أمام حالات النفوق التي نخشى أن تشمل جميع الإبل في المنطقة". وأوضح ولي مغفوري الذي فقد 60 رأساً من إبله،"جمالي بدأت تفنى، والآن لا أعرف من أين أوفر قوت أولادي فهي كانت مصدر دخلي الوحيد"، مؤكداً أنه لجأ إلى الطب البديل لمعالجة إبله إلا أنه لم يأت بنتيجة. وأضاف:"لم أعد أثق بالأعلاف الصادرة عن مؤسسة الصوامع والغلال، ما دفعني إلى الاعتماد على المراعي الطبيعية في اطعام إبلي المتبقية".