ما أن انتهى المواطنون من شراء مستلزمات المدارس لأبنائهم، حتى شرعوا في الاستعداد لشهر رمضان المبارك بتدبير موازنة جديدة لشراء حاجات الشهر التي زادت بحوالى 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ما يضيف أعباءً جديدة على الأسر بعد أن أرهقتهم مستلزمات العام الدراسي الجديد. ومثلما كانت الحال في المكتبات والقرطاسية التي تتنافس للحصول على حصة من السوق، دخلت المحال التجارية المتخصصة في بيع المواد الغذائية من السوبر ماركات والمراكز التجارية الكبيرة في عرض مستلزمات شهر رمضان بأنواعها في واجهات المحال وأمام الممرات، مع بيان بأسعارها وما تقدمة من تخفيضات لجذب انتباه الزبائن. المحال التجارية الصغيرة والأسواق الكبيرة تتنافس بشدة لجذب المستهلكين، وتقدم عروضاً خاصة، وبدا أن هناك حرب أسعار بينها، فالبعض يخفض سعر سلعة معينة ريالات عدة، غير أنه في الوقت ذاته يعوض هذا الخفض في سلع أخرى. يقول مدير التسويق في إحدى شركات التوزيع للمواد الغذائية محمد الماضي، إنه جرت العادة على وضع عروض على سلع شهر رمضان وتوفير كميات كبيرة، ومنها"الفيمتو"والشوربات والرقائق والمعجنات والشعيرية والحلويات وغيرها، والتي يكثر الطلب عليها في بداية الشهر، وترغب الكثير من العائلات في شراء كميات كبيرة من تلك المنتجات، ما جعل معظم التجار يضعون عروضاً خاصة عند شراء كميات كبيرة أو هدية بسيطة عند الشراء. وأضاف ل"الحياة"أن حدة التنافس بين التجار وحرب الأسعار والتخفيضات من خلال الإعلانات على منتجات معينة من دون غيرها، يزعج ملاك المحال الصغيرة الذين لا يستطيعون عمل أي شيء، خصوصاً بعد انتشار ظاهرة التسوق في المراكز الكبيرة والتي اجتاحت السوق السعودية وأصبحت منتشرة في معظم الأحياء، وضيقت الخناق على المحال الصغيرة التي أصبح جل اهتمامها بيع التجزئة البسيط. من جهته، قال مدير سوبر ماركت في الرياض عمر سامح، إن هناك شركات وتجار يوجد لديهم كميات ضخمة موجودة في المستودعات يتم إخراجها من المخازن وعرضها مع بداية الشهر لبيعها باعتبار شهر رمضان هو الموسم الأكبر لها، خصوصاً من منتجات الحلويات والعصائر والمشروبات الرمضانية والأغراض المتعلقة بوجبة الإفطار من المعجنات وغيرها. وأوضح أن هذا أمر ينطبق على كل المراكز التجارية من دون استثناء، وهناك حرب أسعار بينها تؤثر في عدد كبير من المراكز الأخرى التي لم تضع إعلانات أو تخفض السعر. واشتكى مواطنون ومقيمون تحدثوا ل"الحياة"من ارتفاع أسعار أغراض رمضان، وقدروا الزيادة ب 30 في المئة في المتوسط، مشيرين إلى أن هناك سلعاً زاد سعرها بنسبة 40 في المئة وأخرى ب 20 في المئة. وأعربوا عن خيبة أملهم لهذا الارتفاع، خصوصاً أنهم لم ينتهوا بعد من شراء كل مستلزمات الدراسة استعداداً للعام الدراسي الجديد الذي ينطلق يوم السبت المقبل. من جانبه، قال مصدر مسؤول في وزارة التجارة والصناعة، إن الوزارة تقوم بحملة مكثفة على تلك المراكز والمحال، خصوصاً أن بعض السلع يكون تاريخ صلاحيتها قارب على الانتهاء أو لم يتبق له سوى بضعة أيام، الأمر الذي يستغله الكثير من التجار من دون مراعاة للمستهلكين. وأكد حق المستهلك بأن يكون على علم ودراية بتاريخ المنتجات التي يجهلها الكثيرون، الذين ينظرون إلى النوعية من دون التأكد من التاريخ المتعلق بالإنتاج والصلاحية.