رفعت بداية الدوري السعودي للموسم الرياضي الجديد أسهم بعض المدربين الأجانب، ومنحتهم مزيداً من الأضواء والشهرة، وجعلتهم في مصاف المدربين المميزين، الذين قادوا فرقهم إلى تحقيق الانتصارات وحصد النقاط في بداية المشوار، ما جعلهم يحظون بثقة إدارات فرقهم وجماهيرهم الذين أثنوا كثيراً على خطوة التعاقد معهم، وأشادوا بجهدهم وفكرهم وأسلوبهم الفني في مباريات الدوري السعودي. وعلى النقيض تماماً هنالك مدربون مشهورون سقطوا في حفرة البداية، وفشلوا في إقناع مسيري فرقهم وجماهيرهم بتقديم المستويات الأدائية المرضية وتحقيق النتائج الإيجابية التي تمكنهم من أخذ الثقة الكافية وتمنحهم الاستقرار والثبات في مسيرتهم التدريبية مستقبلاً. واحتل مدرب فريق الوحدة الهولندي بان فيرسلاين صدارة المدربين في الدوري السعودي بعد قيادة الفرسان إلى اعتلاء صدارة الترتيب برصيد 6 نقاط، مع ختام الجولة الثانية من الدوري السعودي عقب انتصاره على القادسية برباعية نظيفة في ملعب الراكة، وفوزه على الحزم 3-2 في المواجهة الكروية التي أقيمت بينهما أواخر الأسبوع الماضي في الشرائع، ليكسب فيرسلاين ثقة الوحداويين، وينجح في سد الفجوة الكبيرة التي تركها رحيل المدرب الألماني ثيو بوكير، ويعطي الأمان والاطمئنان لمستقبل الفرسان في الاستحقاقات الكروية المحلية، ودوري أبطال العرب الذي سيشارك فيه"الفرسان"مع شقيقه فريق"الليث"، وهي المشاركة الخارجية الأولى لفرسان مكة منذ تأسيس النادي. وجاء مدرب الهلال الروماني كوزمين في المرتبة الثانية في قائمة المدربين الأجانب المميزين في الدوري السعودي حتى الآن، عقب قيادته الزعيم لتسجيل أقوى النتائج في المسابقة المحلية من خلال الخماسية الثقيلة التي أكرم بها فريق الوطني الصاعد حديثاً لدوري الكبار، واستمر مؤشر كوزمين في الصعود عبر تصفيات البطولة الخليجية للأندية التي تمكن فيها الهلال من التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة، لينال المدرب الروماني إعجاب الهلاليين ويرسم البسمة على شفاههم في الأيام الماضية. ونجح مدرب النصر الهولندي فوكي بوي في تقديم فريق منظم خطف الأنظار في لقاء الشباب الافتتاحي في الدوري السعودي، وأسعد النصراويين في كل مكان، وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على النقاط الثلاث، وأعطت العناصر الأدائية الجديدة التي قدمها المدرب الهولندي انطباعاً جميلاً عن مستقبل العالمي، وأحيت الآمال في عودة فريقها إلى ساحة المنافسة على الألقاب والبطولات وصعود منصات التتويج، عقب ابتعاد طويل دام قرابة عشرة أعوام متتالية. وفي الجانب المعاكس، فشل بعض المدربين المشهورين في تقديم فرقهم بالشكل المقنع والمتوقع منهم في ظل خبراتهم العريضة ونجاحاتهم التدريبية السابقة، حيث سجلوا تراجعاً مخيفاً في أسهمهم التدريبية من خلال النتائج الكروية الضعيفة التي حققتها فرقهم والمستويات الأدائية الباهتة التي قدمتها في بداية مشوارها في الدوري السعودي، واعتلى المدرب الألماني ثيو بوكير قائمة المدربين الذين نالوا نصيب الأسد من الانتقادات والاتهامات الأهلاوية بعد الخسارة المريرة من فريق الحزم في الرس بهدف من دون مقابل، ما جعل أنصار القلعة يطالبون بوكير بوضع الحلول العاجلة لتعديل مسار الفريق والعودة إلى طريقة اللعب التي تعود عليها اللاعبون 4-4-2 بدلاً من الطريقة 5-3-2 التي يصر عليها المدرب هذه الأيام. وفاجأ مدرب الشباب الأرجنتيني هكتور جماهير الليث بأداء فريقه العادي وعجزه عن كسب مواجهتي النصر والطائي، بعدما اكتفى بالتعادل في اللقاءين، على رغم الإمكانات الكبيرة التي وفرتها إدارة النادي وجلب عدد من أبرز وأميز اللاعبين سواء من المحليين أو المحترفين الأجانب، ليحصل الفريق على نقطتين فقط من أصل ست نقاط.ولم يكن مدرب الاتحاد البرازيلي كندينو أفضل حالاً من سابقيه بوكير وهكتور، حيث قدم فريقاً هشاً كسب نجران الوافد الجديد على الدوري السعودي بصعوبة على أرضه وبين جماهيره في جدة وتعادل سلباً مع الوطني، ورسم لاعبوه الكبار أكثر من علامة استفهام حول أدائهم الفني الغريب والمتدهور في بداية المشوار. ويعتبر مدرب القادسية البرتغالي كارلوس الينهو أبرز المدربين المرشحين للمغادرة إلى بلاده باكراً والرحيل بتأشيرة خروج نهائي بعد النتائج السلبية التي حققها حتى الآن عبر خسارتيه من الوحدة ونجران، والمشكلات الكبيرة التي أحدثها مع بعض اللاعبين البارزين، ابتداء من معسكر الإسكندرية ومروراً بتدريبات الفريق في الخبر، حيث يطالب رجالات"بنو قادس"برحيله على وجه السرعة حتى لا يتفاقم الوضع السيئ ويستمر التدهور النتائجي في اللقاءات المقبلة. وهنالك فئة من المدربين الأجانب توقف مؤشرهم عند الاستقرار بعد نهاية الجولة الثانية من الدوري السعودي، وأنهوا تعاملاتهم على ارتفاع طفيف في حصول الثقة بعد نكسة الجولة الافتتاحية، ومنهم مدرب الوطني المصري عبود الخضري ومدرب نجران التونسي لطفي البنزرتي، واستقر الوضع كذلك عند مدرب الطائي الفرنسي سيموندي، بعد التعادل مع الشباب، ولدى مدرب الحزم البرتغالي خوزيه موريس، الذي تغلب فريقه على الأهلي وخسر بصعوبة من الوحدة. ويبقى مدرب الاتفاق البرتغالي توتي بعيداً من لغة الحسابات حتى الآن في الدوري السعودي، على رغم نتائجه الرائعة في تصفيات كأس الأندية الخليجية.