يقف الطامحون إلى استكمال الدراسة الجامعية، وطالبو العمل من خريجي الثانوية العامة، حائرين أمام طرق عدة للفوز بمقعد جامعي، أو وظيفة يحققان طموحات وأحلام أرقتهم لسنين طويلة، سواء بالذهاب إلى مقر الجامعة أم من خلال التواصل الإلكتروني. ولعل الخيار الالكتروني، والذي استحدثته الجامعات وبعض الكليات أخيراً، لتسهيل إجراءات التسجيل على الطلاب والطالبات، يوحي لسامعه والباحث وراءه، بأنه مقبل على طريقة ميسرة ومريحة، فيما الواقع الذي عايشته جموع من المتقدمين لهذه الجامعات، كشف عن معاناة جديدة جعلت من القبول الإلكتروني معضلة أخرى، في قائمة صعوبات الانتقال للمرحلة الجامعية. وإن كان عدد من مسؤولي الجامعات في البلاد، تحدثوا غير مرة، عن كون القبول الإلكتروني، كفيل بالقضاء على"الواسطة"والمتكئين عليها، فإن ما ينقله بعض الطلاب والطالبات الذين التقتهم"الحياة"في صالات القبول في الجامعات يروي غير ذلك. يقول الطالب عبدالعزيز الأسعدي 19 عاماً:"سجلت في موقع جامعة الملك سعود على الإنترنت، وانتظرت إرسال رسالة على جوالي تخبرني بموعد قدومي للجامعة، إلا أنه لم يصلني شيء منهم، فبادرت للذهاب إلى الجامعة، وهناك أخبروني بموعد حضوري للتسجيل النهائي". ويتابع:"عند سؤالي لهم عن عدم إرسال الرسالة، أجاب أحد الموظفين بأنه ربما لعطل تقني". ويضيف:"توقعت أن يكون القبول سهلاً عندما علمت أنه متاح على الإنترنت، ولكنه وضع بلا فائدة". وأشار الطالب عبدالله الكثيري 18عاماً إلى اعتقاده أن التقديم على الجامعة عبر الإنترنت، يختصر الوقت والمشقة، إلا"أنني وجدته عملية روتينية، لا تضمن للطالب أي شيء"، لافتاً إلى أن"أحد زملائي أخبرني أنه لم يقدم من طريق الإنترنت، وعلى رغم ذلك تم قبوله في الجامعة". وختم بقوله:"الواسطة لن تنتهي، سواء بإنترنت أو غيره". فيما أكد الطالب يوسف البراك 19 عاماً أن تقديمه على موقع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن"أراحني كثيراً، ولكن آلية التسجيل والمتابعة في الموقع، تتطلب شخصاً يجيد التعامل مع الحاسب الآلي". وأبدت الطالبة منال السبيعي، تذمرها من آلية القبول الإلكتروني في جامعة الملك سعود، قائلةً:"انتظرت رد الجامعة بإرسال رسالة توضح موعد حضوري، بحسب ما ذكر في الموقع، إلا أنه لم يصلني شيء". وزادت:"علمت من إحدى صديقاتي بموعد الذهاب إلى مقر الجامعة، وعندما سألتها هل وصلتها رسالة من الموقع، أجابتني بأنها لم تعتمد عليه وبادرت بسؤال إحدى قريباتها والتي تعمل في الجامعة". وتشير الطالبة أمل القحطاني إلى أن"الواسطة لن تنتهي حتى مع وجود أنظمة الكترونية لا يتحكم بها البشر، لأنها أصبحت جزءاً منا، ولا أعتقد أن هناك طريقة للقضاء عليها". وتمنت:"على الأقل، تكون عملية القبول كاملة على الإنترنت، ولا نحضر إلا عند بدء الدراسة فقط، حتى يمكن أن يسمونه قبولاً إلكترونياً".