لم يعد التنافس حكراً على الأندية الرياضية والمؤسسات الربحية لاحتلال الصدارة والفوز بكم وافر من الأرباح، إذ طاولت منهجية المنافسة أئمة بعض المساجد السعودية خلال شهر رمضان من خلال حرصهم على استقطاب أكبر عدد من المصلين متذرعين بوسائل إغراء يعجز الكثيرون عن مقاومتها ويحتاجها معظم المصلين بدءاً من توفير مباخر الطيب وحافظات القهوة وعلب التمر والحلويات وليس انتهاء بتخفيف القراءة في ركعات التراويح والاكتفاء بقصار السور. ويوضح إمام وخطيب جامع بشير في منطقة الباحة خبتي أحمد الدميني أنه ينتهج أسلوب التخفيف في صلاة التراويح للتيسير على المصلين ومراعاة لكبار السن والمرضى، مضيفاً أن الشباب يقبلون على المساجد المعروفة بالمرونة وينتظمون في القيام والتهجد حتى آخر الشهر، مفضلاً الأساليب الترغيبية لتآلف القلوب وجمع الناس على الخير بدلاً من تنفيرها، مؤكداً أن أهل الخير يضخون المساجد بالماء والقهوة والشاي والبخور ابتغاء للأجر والمثوبة من الله، خصوصاً أن التراويح تقتضي إراحة المصلين وعدم إجهادهم كونها نافلة وليست فريضة. من جهته، عبّر المأموم سعيد الغامدي عن رضاه بمنهجية الأئمة الميسرين، نظراً لما يعتري صحة أفراد المجتمع من أمراض وتثاقل وعجز عن الوقوف الطويل خلف القراء الحريصين على ختم القرآن كاملاً في شهر رمضان، مطالباً وزارة الشؤون الإسلامية بتوجيه المعنيين بالأخذ بالأيسر والبعد عن الغلو مذكّراً بتنديد النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ بن جبل رضي الله عنه حين أطال في صلاته فقال:"أفتّان أنت يا معاذ"؟، مشيراً إلى أنه لا ينبغي محاكاة أئمة الحرم ولا كبار الحفاظ ممن أوتو موهبة الجودة وحسن الصوت.