بعد أن كثرت شكاوى بعض المصلين من تطويل أئمة المساجد قراءة القرآن الكريم في الصلاة عن الحد المعقول، خصوصًا في صلاة التراويح، بحجة ختم القرآن.. ناقش عدد من الفقهاء والشرعيين هذه المسألة، مؤكدين أنه يحرم المشقة على المصلين من كبار السن والعجزة والمرضى، لافتين إلى أن السنة النبوية المطهرة تدعو إلى التخفيف والرفق بالمصلين، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن ختم القرآن الكريم في رمضان من المستحبات. وقال بداية أستاذ الفقه بالمعهد العالي للقضاء وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الخبير في مجمع الفقه الدولي بجدة الشيخ الدكتور محمد النجيمي عن مسألة التطويل في الصلوات: لقد وجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، فقال حينما شكا أحد الصحابة إلى الرسول تركه الصلاة مع الجماعة لأن معاذًا رضي الله عنه كان يطيل بهم في الصلاة، مخاطبًا معاذًا : (أفتانٌ أنت يامعاذ،إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة )، وعلى هذا ينبغي على الإمام ألا يطيل بالناس، ولا يجوز له ذلك فينفرهم، وعليه أن ينهج النهج النبوي الصحيح هذا أولا، وثانيًا أنه من المعروف في نظام الأوقاف أن جماعة المسجد لهم الحق في إبداء الملحوظات على الإمام، وينبغي على فرع وزارة الشؤون الإسلامية أن ينظر في طلبهم، فينبه الإمام لذلك، وإلا فيغير. ورأى النجيمي: أن ما يفعله الإمام من تطويل الصلاة يخالف الشرع في تنفيره المصلين من المسجد خصوصًا وإن كان المسجد الوحيد في الحي مثلًا، كما أن فعله مخالف لتوجيهات وزارة الشؤون الإسلامية الداعية للتخفيف على الناس، مشيرًا إلى أن ختم القرآن في رمضان من الأمور المستحبة، فلا ينبغي فعل المستحب على أمر محرم، وهو تنفير المصلين من المسجد بسبب التطويل في الصلاة، كما أن قيام المشاكل وظهور بعض المنغصات بين الإمام والمصلين يسبب الكراهية، وكراهية الإمام من قبل المصلين، قد ورد فيها النهي في إمامة الشخص لأناس وهم له كارهون، ومن هنا فأخشى أن يقع الإمام في هذا المحظور. حكمة وحصافة من جهته أشار الدكتور عبد الإله العرفج إلى أن هذا الأمر يعود إلى حصافة الإمام وتقديره لظروف من خلفه وتقديره لأحوالهم، ويحرم التطويل على الإمام إذا رفض جماعة المسجد ذلك، إذا كان التطويل ثقيلًا عليهم، وزاد عن الحد، مؤكدا أن ذلك يعود أحيانا بحسب العرف كقراءة الفاتحة مع نصف وجه في الركعة و(3) تسبيحات في الركوع ومثلها في السجود، مرجعا الثقل والتطويل في الصلاة مع رفض الجماعة لذلك إلى التحريم. فيما وجه أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور سالم بن محمد القرني الإمام إلى معرفة أحوال جماعته، معتبرا التراويح سنة وليست بواجبة على المصلين، مبيِّنًا كثرة الإشكاليات، واختلاف الآراء في هذا الوقت ما بين الإمام وجماعة المسجد حتى أصبحت ظاهرةً تستحق الوقوف معها ومناقشتها.