الصفحة: 8 - الأخيرة - ملحق رمضان يطوف ألفا متطوّع ب"الشوارع"في المنطقة الشرقية لتوزيع 350 ألف وجبة إفطار، إذ ستلمح عيناك شباناً يتقافزون من مكان إلى آخر، منتشرين مع مواعيد الإفطار في الشوارع الرئيسية وعند إشارات المرور، لتوزيع وجبات إفطار على الصائمين، إذ أعلن الأسبوع الماضي في المنطقة الشرقية عن تدشين أضخم برنامج وطني من نوعه للإفطار الجوال للصائمين في السعودية. والهدف الأول من توزيع وجبات الإفطار الخفيفة هو الحد من حوادث السيارات التي تقع نتيجة للعجلة رغبة في الوصول إلى البيوت، فضلاً عن منح الصائمين فضيلة تعجيل الإفطار. في حين أبان المشرف العام على مؤسسة منارات العطاء، التي تنفذ المشروع، الشيخ سعد محمد المهنا، أن"البرنامج سيحقق هذا العام رقماً لم يحقق من قبل في عدد الوجبات المجهزة للتوزيع، إذ يبلغ عددها 350 ألف وجبة تقريباً". وتطفو على تقاسيم الشبان الذين يوزعون تلك الوجبات ابتسامات رقيقة يملؤها حب التطوع وعمل الخير، في إشارة إلى طيبة وسلامة نهج أبناء هذا البلد متى ما وُجّهوا إلى الأعمال الخيرة النبيلة، إذ يقوم هؤلاء الشبان بترك منازلهم بعد العصر تجاه الشوارع للبحث عن أي شخص قد يفوته الإفطار، ويبقون فخورين بعملهم وتضحيتهم، منتظرين الأجر والمثوبة من ربهم في هذا الشهر المبارك، فيما يكون الانبهار والإعجاب سيد الموقف لدى الصائمين، مبدين فخرهم بهذه الطاقات التي وظفت في الاتجاه الإيجابي. وللقائمين على المشروع طموحات للوصول إلى توزيع مليون وجبة خلال الأعوام القليلة المقبلة، وإشراك أكبر عدد من المتطوعين لشغل أوقات الشباب بالأعمال النافعة، وإشاعة التكافل في المجتمع. وتطمح المؤسسة إلى تغطية المنطقة الشرقية بالكامل خلال الأعوام المقبلة، وإشراك شرائح المجتمع كافة في العمل التطوعي. وبدأ المشروع عام 2002، وانطلق بتوزيع ألف وجبة بواسطة 30 عاملاً متطوعاً، واستمر ذلك حتى حقق في العام الماضي قفزة كبيرة بتوزيع ربع مليون وجبة، وزعها قرابة ألف عامل متطوع في 33 نقطة توزيع منتشرة في محافظاتالدمام والخبر والظهران والأحساء والجبيل وطوارئ المستشفى المركزي والقطيف، وأقسام إسكان الشركات خارج المحافظات. وتُعنى مؤسسة"منارات العطاء"، وهي مؤسسة دعوية، بالشبان والوصول إليهم والتواصل معهم. وتتضمن رسالتها تحقيق الحياة الطيبة من خلال حماية المجتمع وتنقيته من المضار، وترسيخ ثوابت الدين والفقه في الأحكام الشرعية، واستقامة المجتمع في قيمه وسلوكه وأخلاقه وتعامله، وإسهام أفراد المجتمع في تميز مجتمعهم.