طالب مختصون في صناعة الأعلاف بسرعة إقرار استراتيجية الأعلاف التي تم الانتهاء من إعدادها أخيراً، والتي تشجع على الاعتماد على الأعلاف المركبة، وأكدوا أنها ستلعب دوراً إيجابياً لجهة صحة الحيوانات والحد من الأمراض التي تصيبها، وهو ما ينعكس في النهاية على صحة الإنسان لتناول منتجات حيوانية صحية. وتم الانتهاء من إعداد استراتيجية الأعلاف المركبة وإقرارها من وزارات الزراعة والمال والتجارة والصناعة ومجلس الغرف التجارية السعودية، ودرسها من جانب هيئة الخبراء، التي أحالتها أخيراً إلى مجلس الشورى السعودي لمناقشتها وإقرارها، ومن المتوقع أن يؤدي إقرار تلك الاستراتيجية وبدء العمل بها إلى تخفيف الأعباء من على موازنة الدولة التي تتكلف سنوياً نحو 3 بلايين ريال لدعم الشعير فقط. وقال عضو اللجنة الفرعية لصناعة الأعلاف في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالله بن عبدالرحمن الزيد، ل?"الحياة"إن"الأعلاف المركبة تجمع وتصنع كغذاء من مصادر مختلفة، وهي تعمل على توفير الكثير من التكاليف، ولكن المهم في هذا الجانب هو المحافظة على سلامة الغذاء الذي سينقل". وأضاف الزيد،"الغذاء الجديد آمن وسليم وذو جودة عالية بنسبة 99 في المئة، مقارنة بالوضع الحالي، كما ستكون هناك آثار اقتصادية جيدة بخصوص الكلفة والتكاثر، خصوصاً اننا لسنا دولة مراع، وهذا سيجنبنا أية تأثيرات في ارتفاع المواد الأخرى مثل الشعير أو البرسيم أو غيرها من المواد التي تعطى للماشية كأعلاف". من جهته، قال الخبير في مجال الأعلاف المهندس أشرف شحاته، ل?"الحياة"إن ظهور الأمراض المنتشرة بين الحيوانات، وأحدثها نفوق الإبل في المملكة كان بسبب سوء التخزين أو النقل، مشيراً إلى أن نزول أمطار على المحصول أثناء نقله أو تخزينه سيتسبب في كارثة صحية، بسبب نمو الفطريات عليه مثل البرسيم أو غيره. وأضاف شحاتة أن وزارة الزراعة تهتم اهتماماً كبيراً بعملية الخزن والحفظ، وتعمل على إتلاف اية كميات مصابة بالفطريات بسبب سوء التخزين. وكان رئيس فريق استراتيجية الأعلاف في وزارة الزراعة الدكتور حمد البطشان، قال ل?"الحياة"في وقت سابق إن مشروع استراتيجية الأعلاف المركبة كان مطروحاً منذ أعوام، نظراً إلى تزايد أسعار الشعير سنوياً، وشح الكميات العالمية المتداولة في مقابل ازدياد الطلب، إذ إن السعودية تستورد 40 في المئة من الكمية المتداولة عالمياً. وأوضح أن استراتيجية الأعلاف المركبة، تهدف إلى الحد من استهلاك الشعير، وعدم إرهاق موازنة الدولة أكثر مما يجب، والاستعاضة عن الشعير بالأعلاف المركبة التي تضمن كمية أكبر من الطاقة للماشية بكلفة أقل من كلفة الشعير. وأضاف البطشان من المؤكد أن الأعلاف المركبة تحتوي على كمية أكبر من الفيتامينات والبروتينات والكالسيوم الضرورية لنمو متكامل للماشية، في مدة أقل من المدة التي يستغرقها الشعير، والتي تتوافر في خلطة الأعلاف الكاملة المكونة من الذرة الصفراء والبيضاء، وفول الصويا، والشوفان، والبرسيم الأخضر والألياف بمختلف أنواعها. وشهدت أسعار الأعلاف، خصوصاً الشعير ارتفاعاً كبيراً في المملكة خلال الفترة الأخيرة، ما أدى إلى التدخل لرفع الإعانة المقدمة من الدولة للشعير والذرة. وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في آب أغسطس الماضي، برفع إعانة الشعير لتكون 700 ريال بدلاً من 500 ريال للطن، وقال وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم في حينه، إن سعر الكيس بعد زيادة الدعم سيكون 28 ريالاً للمتعهدين في الميناء، ويباع للمستهلك النهائي ب32 ريالاً، على أن يعاد النظر في هذا الترتيب بعد ثلاثة أشهر. وتشير إحصاءات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض إلى أن المملكة تدعم الشعير ب3 بلايين ريال سنوياً، بواقع 500 ريال للطن الواحد، وتستورد 6ملايين طن بنسبة 40 في المئة، من الشعير المستورد في العالم سنوياً. ويذهب 85 في المئة من الشعير إلى مربي المواشي والتي تقدر أعدادها ب17 مليون رأس. كما أقرت اللجنة الوزارية للتموين في تموز يوليو الماضي زيادة إعانة الذرة الصفراء إلى 500 ريال للطن. وتعد الذرة الصفراء ذات قيمة غذائية عالية وأفضل للماشية وأحد المدخلات الرئيسة في صناعة الأعلاف المركبة.