شهدت الأعلاف المركبة إقبالاً كبيراً تجاوز 40 في المئة بعد الارتفاعات الكبيرة في أسعار الشعير، وعلى حسب تأكيد مسؤولي شركات الأعلاف ل«الحياة» فإن غلاء الشعير تسبب في انسحاب الكثير من شرائه، وتوجههم إلى العلف المركب، والذي يقل سعره بنسبة 30 في المئة عن الشعير إضافة إلى كونه يعد الأفضل من حيث التغذية لاحتوائه على العناصر المهمة لبناء الجسم في فتره أسرع. وأوضحوا أن حجم السوق من الأعلاف المركبة يبلغ 1.5 مليون طن بقيمة تقدر ب870 مليون ريال، مشيرين إلى أنه ما زال غير كافٍ ليحل بديلاً للشعير الذي يقدر حجم الاستهلاك منه سنوياً ب6 ملايين طن، مضيفين أن شركات الأعلاف بدأت في التدرج في زيادة الطاقة الإنتاجية بعد الإقبال الكبير. من جهة أخرى، اشتكى عدد من مربي الماشية من الغلاء الكبير في أسعار الشعير، والذي انعكس على بقية الأعلاف سواء الأعلاف الخضراء أو حتى المركبة، والتي ما زالت أسعارها مرتفعة على رغم الفارق بينها وبين الشعير. وطالبوا بجمعية تختص بشؤون الأعلاف وتتولى عملية استيراد الأعلاف وبيعها على الموزعين. من جانبه، أكد نائب الرئيس التنفيذي لتسويق والمبيعات في أراسكو الدكتور طارق الشويمي أن الإقبال على الأعلاف المركبة يشهد في الفترة الحالية إقبالاً كبيراً يصل إلى 40 في المئة، خصوصاً بعد الارتفاعات الكبيرة في أسعار الشعير، وقدر الشويمي حجم السوق من الأعلاف المركبة بنحو 1.5 مليون طن بقيمة إجمالية تصل إلى 870 مليون ريال سنوياً. وقال إن الكميات المتوافرة من الأعلاف المركبة في الفترة الحالية تعتبر غير كافية لتحل محل الشعير، والذي يزيد حجم السوق منه 6 ملايين طن سنوياً، مشيراً إلى أنه لا بد من ضخ كميات أكبر والتوسع في حجم الطاقة الإنتاجية وهذا ما تقوم به شركات الأعلاف. وأوضح الشويمي أن الأعلاف المركبة تعتبر الأفضل مقارنة بالشعير لاحتوائها على مدخلات عدة وعناصر يحتاجها جسم الحيوان، وركب بطريقة تفي بجميع متطلبات الحيوان الغذائية. وأشار إلى أن بداية إنتاج الأعلاف المركبة شهدت بعض الإشكاليات والصعوبات في تغيير قناعة وثقافة مربي المواشي في الاتجاه إليها، خصوصاً أنهم اعتمدوا لفترة طويلة امتدت لأكثر من 30 عاماً على منتج الشعير، ولكن مع التوجيه والإرشاد أصبحت هنالك نتائج إيجابية ووعي بأهمية الأعلاف المركبة من المربين. ولفت إلى أن الأعلاف المركبة شهدت في الفترة الأخيرة قفزات كبيرة في المبيعات ما دعا أراسكو إلى البدء في مشروع توسعة الطاقة الإنتاجية من الأعلاف المركبة ليصل في العام 2014 إلى 3 ملايين طن، ومتوقع أن تتجه الشركات الأخرى إلى زيادة إنتاجها في ظل نمو الطلب. ومن جانبه، أكد مدير المبيعات في شركة التنمية الزراعية المحدودة المهندس أشرف شحاتة إلى أن غلاء أسعار الشعير، والتي تجاوزت في بعض الأيام 50 ريالاً للكيس أدى إلى انسحاب كثير من مربي الماشية من شراء الشعير وتوجههم إلى الأعلاف المركبة، والتي يبلغ أسعارها 33 ريالاً للكيس، وقدّر شحاتة حجم الإقبال بين 35 و40 في المئة. وتخوف من رجوع مربي الماشية إلى شراء الشعير بعد تراجع أسعارها كما حدث في الأزمة الأخيرة قبل عامين، مشيراً إلى أن ثقافة مربي الماشية ما زالت تتعامل مع الشعير على أنه هو المنتج الأساسي، بينما تعد الأعلاف المركبة أفضل من حيث احتوائها على جميع العناصر، والتي تعتبر كافية لوحدها، إضافة إلى أسعارها المعتدلة. وبين شحاتة أن الأعلاف المركبة تحتوى على مدخلات طبيعية ومهمة لبناء جسم الحيوان وهي الشعير والذرة وقشرة فول الصويا والبرسيم والدبس، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن، وأشار إلى أن هذا المدخلات ومن أهمها الذرة والصويا يتم استيرادها بإعانة من الدولة وتوزع على شركات تصنيع الأعلاف، مشيراً إلى أن الحصص المدعومة من الدولة من الذرة والصويا قد تنفد في ظل الطلب المتزايد على الأعلاف المركبة، وأضاف أن شركات الأعلاف حاولت زيادة الحصص الممنوحة من أجل مجارات الطلب على الأعلاف في هذه الأيام. وأوضح القرشي بأن اعتقاد بعض المربين بأن الأعلاف المركبة تسبب وفيات في مواشيهم، خصوصاً أنها تحتاج إلى طريقة تخزين خاصة ولا تدوم أكثر من ثلاثة أشهر، ما دفعهم إلى التخوف من الإقبال عليه وجعله متمسكاً بمنتج الشعير الذي اعتاده لسنوات طويلة. وطالب القرشي بجمعية وطنية متخصصة في الأعلاف تتحمل مسؤولية شراء الأعلاف من الخارج وتوزيعه على الموزعين مباشرة بفرض هامش ربح محدد لا يمكن تجاوزه، وتتولى أيضاً دور المراقبة بالتعاون مع الغرفة التجارية لتحفظ ثبات السعر، مشيراً إلى أن مربي وتجار المواشي حريصون على إيجاد جمعية تعنى بمشكلات الشعير.