لف الغموض إجابات وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الوزارة في الرياض، خصصه للحديث عن كارثة"نفوق الإبل"التي بدأت قبل 16 يوماً في مناطق مختلفة من السعودية وأدت إلى نفوق المئات على الأقل من الجمال. ولم يعلن بالغنيم، كما كان يعتقد مراقبون في مؤتمره الصحافي ، نتائج الفحوص المخبرية التي أجريت لعينات أخذت من"النخالة المسمومة"والإبل النافقة منذ أسبوعين، مؤكداً أن غالبية النتائج ستظهر خلال الأسبوع الجاري. كما أنه لم يحدد الجهة أو الأشخاص المتسببين في الكارثة، ولم يتطرق إلى ما توصلت إليه تحقيقات لجان شُكلت في مناطق عدة بالتنسيق مع"الزراعة"للبحث في أسباب حالات النفوق. وعلى رغم تأكيد وزير الزراعة أمس في مؤتمره الصحافي الذي حضره مندوبون من وسائل إعلام أجنبية، أن سبب نفوق الإبل كافة كان"النخالة"، إلا أنه جدد تبرئة فروع مؤسسة الصوامع والغلال وأكد"سلامة النخالة الصادرة عنها حتى تم تسليمها إلى مربي وتجار المواشي". وقال:"تسمم النخالة كان في كميات محدودة تعود لتاجر أو تاجرين على الأقل". وأضاف :"من السهل توثيق بيع النخالة على الأفراد، إذ يتم بيعها بناءً على بروة الزكاة"، لافتاً إلى أن مؤسسة الصوامع والغلال اتخذت قراراً داخلياً بقصر بيع النخالة على من يثبتون بأنهم مربون للماشية من خلال بروة الزكاة". وتابع في سياق تبرئته ل"الصوامع" من تصدير"نخالة مسمومة":"مربو الماشية تبيع لهم فروع المؤسسة نخالة سليمة، إلا أننا لا نعلم ماذا يفعلون بها لاحقاً". وأشار إلى أنه أثناء زيارته إلى خميس مشيط الأربعاء الماضي، شاهد مواطناً يفرغ مركبته من نخالة اشتراها من"الصوامع"في سيارة أخرى،"وهذا يعني أن هناك أشخاصاً يشترون النخالة من المواطنين ويبيعونها على آخرين في أسواق الأعلاف". مستغرباً"وصول ثمن كيس النخالة إلى 28 ريالاً في السوق، على رغم أن المؤسسة تبيعه بقيمة لا تتجاوز 15 ريالاً". ونفى بالغنيم أن تكون"الزراعة"تأخرت في إعلان نتائج التحاليل وقال:"قناعتنا بأن النتائج لم تتأخر لأن طبيعة كشف المواد السامة تحتاج إلى وقت طويل، خصوصاً أن هناك أنواعاً عدة للسموم". ولم يحدد بالغنيم سبباً واضحاً لحالات التسمم مكتفياً وصفها ب?"الحادثة المؤسفة"، موضحاً أن"كل الاحتمالات موجودة ولا نستطيع أن نلغي أياً منها"، مشدداً على أن احتمال ورود حالات نفوق أخرى بسبب التسمم قائم. وأبدى تخوف وزارته من انتقال التسمم إلى محاصيل أخرى لا سيما القمح وقال:"أكبر شيء كان يخيفنا هو أن يحصل شيء للقمح، فبعد وقوع هذه المشكلة قمنا بالتأكد من سلامة الدقيق والقمح الذي يخرج من الصوامع". وفي رده على سؤال عن سبب نفوق الإبل من دون غيرها من المواشي التي تأكل النخالة أيضاَ، اكتفى بالقول:"الله أعلم". وأضاف:"ما زلنا ننتظر النتيجة التي تحدد هل هذا التأثير مقتصر على الإبل أم امتد إلى غيرها". وأوضح أن نتائج فحوص علف النخالة التي أرسلت إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعوم والتقنية، يفترض أن تصل إلى"الزراعة"أمس. وبالنسبة إلى نتائج فحص العينات في المختبرات الأخرى داخل السعودية أو خارجها أكد بالغنيم أن النتائج"لم تصل الوزارة". وحدد مواعيد وصول نتائج فحوص العينات على النحو الآتي: المعادن الثقيلة - وهي إحدى احتمالات التسمم- السبت أمس، وفحوص الميكروبات الممرضنة الفطريات السامة غداً، و"المتبقيات المبيدات"التي تم فحصها في هيئة المواصفات والمقاييس غداً. وتحليل البروتينات الحيوانية الأربعاء المقبل، وعينات الدم أرسلت إلى جامعة القصيم وتظهر نتائج فحصها اليوم أو غداً، عينات الأنسجة أرسلت مستشفى الملك فيصل التخصصي وتظهر نتائج فحصها غداً. وذكر بالغنيم أن العينات التي أرسلت إلى المختبر الفرنسي بدأ العمل على فحصها أول من أمس، لافتاً إلى أن إمكانات وزارته ممتازة جداً"ولكنها لا تغطي جميع أنواع السموم".