لم تتمكن وزارة التربية والتعليم ممثلة بشعبها الهندسية وأقسامها الخاصة الإنشاء والتعمير، من مواكبة الفورة الأخيرة التي شهدتها المشاريع التعليمية رقابياً. هذا الأمر أفسد فرحة المواطنين ببعض المجمعات التعليمية والمدارس التي أنشئت في محافظاتهم، إذ إنها على رغم حداثتها إلا أن بعضها آيل للسقوط وبات يشكل خطراً على حياة الطلاب والطالبات الذين يدرسون فيها. وأود هنا الإشارة إلى إخلاء مبنى في مجمع سيف الدولة الحمداني التعليمي بنين في قرية بالعياب بالكامل"بنين"التابع إلى إدارة التربية والتعليم في العاصمة المقدسة، بعدما اتضح أنه مهدد بالسقوط بسبب التصدعات الكبيرة داخله، على رغم أنه لم يمض على إنشائه أكثر من ثلاثة أعوام. ومعلوم أن المبنى يضم ثلاث مدارس هي: مدرسة زين العابدين الابتدائية، ومتوسطة وثانوية العياب ويدرس فيها أكثر من 400 طالب في مختلف المراحل الدراسية. و لم تجد لجان شكلتها الوزارة لفحص المبنى، من الانتهاء إلى قرار إزالته نهائياً، وبناء آخر مكانه. والسؤال الذي يطرح نفسه على الجهات المختصة سواء في وزارة التربية والتعليم أو في ديوان المراقبة العامة أو هيئة الرقابة والتحقيق، من الذي يتحمل المسؤولية أولاً في حال انهيار المدارس المنشأة حديثاً على رؤوس أبنائنا وبناتنا لا سمح الله؟ كما من يتحمل مسؤولية الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمال العام نتيجة إنفاق موازنات هائلة على مشاريع"مغشوشة". قصة أخرى وقعت في الدلم التي تتبع محافظة الخرج، توضح حجم"المشكلة الوطنية"التي نتجت من سوء رقابة"التربية"على المشاريع التعليمية. إذ أنشئت مدرسة 11 والثانية لتحفيظ القرآن الكريم للبنات في حي الصحنة غرب شارع الثلاثون في مدينة الدلم، قبل نحو عام والتحقت فيها ابنتي وتضم 360 طالبة، إلا أن تصدعات وتشققات ظهرت في أنحاء متفرقة من مبنى المدرسة، أرعبت الطالبات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سقط مساء الخميس 24-3-1428ه جزء من السور الخارجي للمدرسة، وتم إصلاح السور المنهار في اليوم نفسه، فيما تم تعديل سور آخر مائل في اليوم التالي، وهو يوم الجمعة. كما أن "البيارة"الرئيسية في المدرسة، انهارت أكثر من ثلاث مرات، وتم إعادة ردمها بشكل هندسي غير مناسب، ما يشكل خطورة بالغة على الطالبات، إضافة إلى أن الغرف في الطابق الثالث من المدرسة تتسرب منها مياه الأمطار، وحدث هذا الأمر في شهر ربيع الأول من عام 1428ه. ومن المشكلات التي تعانيها المدرسة، أن خزانات المياه العلوية الخاصة بها من البلاستيك لا من الصبة الخرسانية كما يفترض، ما أدى إلى تسرب المياه إلى داخل المبنى وأحدث تشققات في السقف. وللأمانة تم استبدال الخزانات، بعدما طالب أولياء أمور طالبات المدير العام لتعليم البنات بمعالجة المشكلة. ولا يتسع المجال هنا لذكر العيوب التي يعانيها مبنى المدرسة، إلا أنني متأكد أنها لا تخفى على إدارة التعليم في المحافظة. وإبراء للذمة أمام الله سبحانه وتعالى، أضع هذه الملاحظات أمام الجهات المختصة، لتتحرك لمعالجة العيوب في هذا المجمع، والحفاظ على حياة الطالبات. كما أطالب بتكوين لجان هندسية وفنية وتقنية من وزارتي التربية والتعليم والشؤون البلدية والقروية وديوان المراقبة العامة، وهيئة الرقابة والتحقيق والدفاع المدني ومكتب هندية استشاري مستقل محايد، للكشف على المباني التعليمية الجديدة. صالح بن حسن السيف - الدلم