تحوي مدينة لينشا الصينية التي تقع وسط الصين أكثر من 50 مسجداً، أقدمها يزيد عمره على ألف عام، ولذلك أطلق عليها سكانها وزوارها اسم"مكة الصغرى". يخترق لينشا نهر اسمه"النهر الأصفر"، وهو سمي بهذا الاسم، لكونه محملاً بالطين الذي يكسبه لوناً أصفر وإلى جوار لينشا مدينة كوانجو التي تحوي مسجد شوق ألتي الذي يضم أقدم منارة بنيت في الصين حيث يعود تاريخ بنائها إلى نحو 1350 سنة خلت، أي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه. ويمر في مدينة كوانجو التجارية نهر اللؤلؤ، وتعود تسميته بهذا الاسم - بحسب أهالي المدينة - إلى أن سفينة عربية محملة باللؤلؤ، في زمن قديم، غرقت في هذا النهر فسمي النهر باسمها، والمؤكد أن الإسلام دخل الصين رسمياً عام 29ه، ومنذ ذلك الحين لا توجد أرقام واضحة لعدد المسلمين في الصين حيث تصرّح الحكومة الصينية أن عدد المسلمين لا يتجاوز 24 مليون مسلم، بينما هناك بعض الإحصاءات الأخرى التي تشير إلى أن عدد المسلمين في الصين لا يقل عن 50 مليوناً قبل 10سنوات، وإحصاءات أخرى تشير إلى أن عدد المسلمين يتجاوز مئة مليون نسمة. وفي إطار الجهود التي تبذلها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم لتعليم القرآن في شتى أنحاء العالم، زار الأمين العام للهيئة العالمية الدكتور عبدالله بصفر الصين، وافتتح فيها أول روضة لتحفيظ القرآن الكريم في الصين بمدينة لينشا وسميت بروضة ياسين لتحفيظ القرآن الكريم. وحضر الافتتاح أعضاء مجلس أمناء الروضة، وهم من التجار والمسؤولين الصينيين، ومدير الروضة أبو بكر نوح، والتلاميذ وأولياء أمورهم، وبعد جولة على أقسام المبنى أزاح الأمين العام وأعضاء مجلس الأمناء الستار عن لوحة الروضة، إيذاناً بالافتتاح، حيث أقام أعضاء مجلس الأمناء احتفالاً كبيراً بالأمين العام للهيئة العالمية. بعد ذلك، قام الدكتور بصفر بزيارة للمسجد الكبير في مدينة لينشا والتقى إمامه، ثم زار واحداً من أقدم المساجد في المدينة الذي بني قبل نحو ألف سنة، وفي طريقه إلى لينشا مر بمدينة لانجو وأَمّ المصلين في مسجد رابطة العالم الإسلامي، وهو ما دعاهم للإعراب عن سرورهم بهذه الزيارة، وفي طريق عودته مرّ الأمين العام بمدينة كوانجو ثم توجه إلى العاصمة بكين، حيث زار مسجد شارع البقرة، ثم زار سفارة خادم الحرمين الشريفين التقى فيها السفير صالح الحجيلان وأعضاء السفارة. ويتكون مبنى روضة ياسين لتحفيظ القرآن الكريم من عشرة فصول كبيرة تتسع ل?300 طفل وطفلة، وقاعة كبيرة للصلاة والمناسبات، وسكن للتلاميذ والمدرسين، ومطبخ وقاعة للطعام، وقسم خاص بإدارة الروضة، وسكن للحارس، ومنافع عامة، وتكفل بتشييد هذا المبنى فاعل خير من المملكة العربية السعودية وبعض المحسنين من مدينة لينشا الصينية.