تشرفت بتلقي دعوة كريمة لحضور الحفل الختامي الثاني للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمركز الروضة، والمقام على شرف معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي عضو هيئة كبار العلماء وأمين عام رابطة العالم الإسلامي، فتملكني العجب واحتوتني الفرحة وارتسمت على محياي الدهشة، وأنا أرى أبناءنا وبناتنا وهم يتوافدون على حفظ القرآن الكريم، ويقبلون على تلاوته وتدبره، حيث بلغ عدد طلاب المركز 8276طالبا، وعدد طالبات المركز 2663طالبة. إن حفظ القرآن الكريم من خصائص الأمة المحمدية، ولذا يدرك المربون اليوم الحاجة الملحة للتربية على معالي الأمور، لا سيما وأن الناظر لواقعنا يرى وضعا سيئا تعيشه الأمة لم يمر عليها طوال الأزمنة المتقدمة بسبب هجمات الأعداء، انحرف بسببها كثير من أبنائنا، فكان لزاما على الجميع معرفة قواعد التربية الصحيحة لتخريج جيل يتمثل المعاني الجادة في حياته، والقيام بكل الوسائل المتاحة لتمنحنا النتائج التي نبتغيها وننشدها. إن ادراك التنشئة التربوية القائمة على القرآن الكريم هي هدفنا والأسمى ولاشك، فالقرآن الكريم هو عقل المؤمن ودستور حياته، بل هو أعظم ما يجب صرف الهمم اليه، فيه يتعلم توحيد ربه ويأنس بكلامه وينشأ نشأة صالحة وبه يتحقق الأمن الفكري يبعده عن الغلو وحمايته من الأفكار المنحرفة، فلا يشقون عصا الطاعة، ولا يفرقون الجماعة، ولا ينازعون الأمر أهله، ولا يثيرون الفتنة، فهو مستودع الفكر والوعي ومنهج الاستقامة والهداية. وقد تضمن القرآن الكريم كماً هائلا من المبادئ والقيم التي يجب ان يربى عليها الصغير، بل هو خير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية، ففي دراسة أجراها الدكتور سعد المغامسي اظهرت نتائج الدراسة ان تلاوة القرآن الكريم وحفظه ودراسته أسهمت في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي مما مكن التلاميذ في مدارس تحفيظ القرآن الكريم من الحصول على درجات أعلى من متوسط أقرانهم في مدارس التعليم العام، حيث أظهرت الدراسة انه توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسط درجات تلاميذ الصف السادس من مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومتوسط درجات تلاميذ مدارس التعليم العام لصالح تلاميذ مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وذلك من خلال اختبارات القراءة والكتابة التي اعدها الباحث، وكذلك من واقع درجات التلاميذ في سجلات المدارس التي اعتمد عليها في نجاحهم من الصف الخامس الى الصف السادس. صفوة القول: إن المشاعر يكتنفها هالة من الفخر والاعتزاز، والاحساس يغدق سيلاً من المحبة والتقدير، المقرون بجزيل الشكر والعرفان للقائمين على ذلك الصرح العظيم، وفي مقدمتهم مدير المركز الشيخ يوسف التركي، ومدير المدارس النسائية الشيخ بندر الحربي، هنيئا لكما هذا التميز، فهو تاج على رؤوسنا، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات، ودعواتي بمزيد من التوفيق لكما ولكل المخلصين معكم من ابناء المركز.