زارت"الحياة"قرية هادئة في بلاد ثقيف، على بعد 140 كيلومتراً جنوبالطائف، للتحقق مما تردد عن اكتشاف سائح سعودي وابنيه صخرة تشبه الكهف وبداخلها بقايا بشرية وجماجم. راجع ص8 وأجمع عدد من سكان القرية ومهتمون بتاريخ المنطقة على أن الرفات البشرية التي تم اكتشافها هناك، ووثقتها عدسة"الحياة"، كانت لضحايا أوبئة ضربت المنطقة قبل أكثر من 100 عام، مثل الجذام أو الجدري، فكان المصابون يُعزلون إلى أن يلاقوا وجه ربهم. وبين ليلة وضحاها، أصبحت البقايا البشرية حديث الساعة لأهالي القرية، وذلك بعد أن تقدم صالح الزهراني، المواطن الذي اكتشف الموقع، ببلاغ لشرطة مركز"ترعة ثقيف"بهذا الخصوص، ما حدا برجال الشرطة إلى استدعاء شيخ القبيلة أو ما يسمى ب?"عريفة القرية"، للتحقيق معه في هذا الشأن، واتخاذ الإجراء اللازم حيال هذه القضية."الحياة"زارت موقع الصخرة، واتضح أنها تحوي أكثر من 20 جمجمة بشرية وهياكل عظمية بعضها ملفوف في أكفان، فيما أكد"عريفة القرية"، عدم علمه بهذه المقبرة، غير أنه رجح أن تكون"جُدرة"، وهي بحسب تعريف عوض بن أحمد الثقفي عريفة قرية الدارين في بلاد ثقيف، مكان اعتاد الأوائل على وضع جثث موتاهم فيه، لافتاً إلى أن"الجُدرة"كانت إحدى الثقافات المتعارف عليها في قريته والقرى المجاورة. ولم يستبعد أيضاً أن تعود هذه البقايا لضحايا حرب قديمة. وبسؤال عدد من أهالي القرية من كبار السن عن هذه المقبرة، أكدوا أن لا علم لهم بذلك، بيد أن معظمهم اتفق مع ما ذهب إليه"عريفة القرية"، بأن تكون مكاناً لضحايا الأوبئة في عصور سالفة، فيما ذهب آخرون إلى القول بأن الجهل السائد في تلك الفترة، جعل الناس يعتقدون بأهمية رمي الجثث الموبوءة بهذه الطريقة.