أثار اكتشاف بعض العظام داخل تجويف صخري يرجّح أن تكون بشرية، والتي عثر عليها في وادي العرج في الطائف جدلاً واسعاً في الشارع المحلي، بعد أن قامت شرطة المحافظة بالتحفظ عليها ونقلها إلى مختبرات الطب الشرعي لتحديد هويتها، وذلك تحضيراً لدفنها بمقابر المحافظة بعد أخذ الفتوى الشرعية بذلك. ويطالب أهالي الوادي بضرورة إبقاء هذه الرفات في موقعها، في حال ثبوت أن العظام الموجودة في الكهف من رفات أموات أبناء المنطقة. وأكد الناطق الإعلامي في شرطة الطائف النقيب تركي الشهري ل"الحياة"، أنه بعد وصول البلاغ الذي تقدمت به مجموعة من العمالة إلى شرطة الطائف، يفيد بعثورهم على عظام بشرية داخل تجويف صخري في وادي العرج، تم التحقق من الموقع، وتم التحفظ على الرفات ونقلها إلى مختبرات الطب الشرعي، لأخذ عينات DNA، وتحديد نوع الرفات والفترة الزمنية المنقضية على وفاتها ووجودها في المنطقة. وأكد أن تلك الرفات ستدفن في مقابر المحافظة بعد التأكد من أنها رفات بشرية، وبعد استفتاء العلماء واستصدار فتوى شرعية بجواز دفنهم. وكانت"الحياة"كشفت في وقت سابق عن مقابر الجدرة في قرى محافظة الطائف، بعد الوقوف على مقابر صخرية في قرى ثقيف. ويتعارف أهالي بعض المناطق"جنوبالطائف"على وجود ما يسمى ب"الجدرة"وهي عبارة عن مقابر موضوعة الصخور تم إيجادها لظروف معينة، من أهمها"بحسب إفادة بعض كبار السن"، أن يكون المتوفى مريضاً بأحد الأوبئة التي فتكت بالكثير من سكان هذه المناطق الجبلية في عصور مضت، أو أن يكون الميت أحد المسافرين مع القوافل، فيتم وضعه في القبر الصخري، لعدم وجود أدوات للحفر. وتنتشر مقابر"الجُدرة"في المناطق الجبلية المرتفعة، وخصوصاً قرى جنوبالطائف، ميسان وثقيف وبني مالك، وهي قبور يوضع فيها الميت بين الكتل والتجاويف الصخرية، التي تشبه اللحد إلى حد كبير، ثم يبنى ويردم عليها بالصخور والأحجار. ويؤكد أهالي هذه المناطق أنهم لا يملكون أي معلومة عن هذه القبور، سوى أنها تعود إلى عهود الأجداد، غير أن البعض منهم يؤكدون علمهم بوجود مثل هذا النوع من المقابر في قراهم، وتعرف باسم"الجدرة"، وتعود هذه التسمية إلى ارتباط القبر بالجدار، وفي بعض الروايات تنسب التسمية إلى وباء الجدري الذي ضرب المنطقة في دهور مضت.