نجح فريق طبي متخصص، في علاج مريض كان يعاني من السرطان، جرى خلالها استئصال أجزاء من الرقبة، وإعادة تركيبها، في عملية جراحية دامت أكثر من 12 ساعة، وتكونت من أربعة أجزاء. وأوضح استشاري جراحة الغدد والمناظير في مستشفى سعد التخصصي، رئيس الفريق الطبي، الذي أجرى الجراحة الدكتور أسامة الصانع، أن"المريض، وهو يمني الجنسية، وفي العقد السادس، كان يعاني من"الورم الغددي"، الذي امتد إلى الحنجرة والبلعوم والمريء، وكاد يتسبب في إغلاق مجرى التنفس كاملاً، ويسد المريء، كما أوشك الورم على الانتشار في الرئة، مع وجود اشتباه في انتشاره في الكبد"، مضيفاً"على رغم أن سرطان الغدة من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، ويمكن الشفاء منه بنسب تصل إلى 99 في المئة، إلا أن صعوبة العملية تمثلت في استئصال الغدة من دون جرح، أي من عصبي الصوت في الرقبة أو الغدة الدرقية المنظمة لمادة الكالسيوم"، مُشدداً على"أهمية اختيار الجراح المتمرس في إزالة الغدة بالكامل، وبخاصة أن ما حدث للمريض هو إعادة استئصال للورم، نتيجة لترك جزء كبير من الغدة في العملية الأولى التي أجراها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي قبل أن يأتي للمستشفى، التي تسببت في تدهور حالته الصحية، إذ أن بقايا الغدة التي تُركت في العملية الأولى أثرت سلباً على حال المريض الصحية". وعن العملية والمراحل التي مرت بها، قال:"إن العملية استغرقت أكثر من 12 ساعة، وتضمنت مراحل عدة، أولها معالجة الالتصاق الشديد الذي أحدثته العملية الأولى للأوعية الدموية الموجودة في الرقبة"، مبيناً أنه"تم استئصال جزء منها مع إعادة تشكيل الباقي، وثانيها استئصال جزء كبير من البلعوم والحنجرة بأكملها مع غضاريف الرقبة والمريء، إضافة إلى تكوين أنبوب مريئي جديد من المعدة، تم رفعه عبر الحجاب الحاجز والصدر إلى الرقبة". وأضاف أن"هذا الأنبوب تمت خياطته إلى مؤخرة اللسان وبقايا البلعوم، حتى يستطيع المريض الأكل مجدداً في صورة طبيعية، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، تم استئصال باقي الغدة الدرقية والحنجرة بأكملها، مع توصيل القصبة الهوائية بجلد الرقبة ليتنفس المريض في شكل طبيعي من خلال هذه الفتحة، كما تم توفير حنجرة كهربائية للمريض، ليتمكن من التخاطب في صورة سهلة"، مؤكداً أن حال المريض الآن"جيدة، إذ يستطيع الأكل والشرب والتنفس في طريقة طبيعية ".