ستكون الأنظار مشدودة إلى ملعب راجامانغالا في العاصمة التايلاندية بانكوك، لمتابعة اللقاء المرتقب بين أستراليا والعراق اليوم، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لبطولة آسيا 2007 في كرة القدم. وأهدر المنتخبان الاسترالي والعراقي نقطتين في الجولة الأولى، إذ انتزع الأول تعادلاً صعباً من عمان 1-1، والثاني بتعادله أيضاً مع تايلاند إحدى الدول الأربع المضيفة بالنتيجة ذاتها. وقدم المنتخب الاسترالي إلى البطولة القارية التي يشارك فيها للمرة الأولى بعد انضمامه إلى عائلة الاتحاد الآسيوي في كانون الثاني يناير الماضي وسبقته الترشيحات لإحراز اللقب، لكن حسابات النقاد لم تتطابق مع حسابات الملعب، لأن المنتخب الاسترالي ظهر بمستوى عادي جداً أمام عمان التي كانت تستحق الفوز قياساً بمجريات اللعب. وبعد أن افتتح بدر الميمني التسجيل في منتصف الشوط الأول، صمد المنتخب العماني حتى الوقت بدل الضائع قبل أن تتلقى شباكه هدفاً قاتلاً حمل توقيع تيم كاهيل. وبدا واضحاً أن أفراد المنتخب الاسترالي ومعظمهم يدافعون عن ألوان أندية أوروبية لم يتأقلموا مع بطولة يخوضونها للمرة الأولى، كما لعبت العوامل المناخية دوراً كبيراً في ذلك، لأن اللاعبين الأستراليين غير معتادين على اللعب وسط درجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، فخسروا الكثير من الطاقة خلال المباراة. وقد يلجأ المدرب الاسترالي غراهام أرنولد إلى إجراء بعض التعديلات على تشكيلة فريقه، بإبعاد المدافع باتريك كيسنوربو ولاعب الوسط مايل ستيريوفسكي، اللذين لم يقدما مستوى جيداً في المباراة الأولى وتم استبدالهما في منتصف الشوط الثاني. ومعظم الظن أنه سيجدد الثقة بثنائي خط الهجوم العملاق مارك فيدوكا وهاري كيويل مع الاحتفاظ بكاهيل على دكة اللاعبين الاحتياطيين ويشركه إذا دعت الحاجة إلى ذلك. في المقابل، قدم المنتخب العراقي أداء جيداً في مباراته الأولى ضد تايلاند خصوصاً في الشوط الأول عندما خلق العديد من الفرص لم يستغلها مهاجموه، في حين تألق الحارس التايلاندي في التصدي لأكثر من كرة خطرة. لكن المنتخب العراقي عانى كثيراً من الأمطار الغزيرة، التي هطلت يوم المباراة، وتراجع أداؤه في الشوط الثاني وتحديداً في الدقائق ال?20 الأخيرة بعد أن أدرك التعب أفراده بسبب ثقل أرضية الملعب والجهد الذي بذلوه في الشوط الأول. الإمارات - اليابان لا يملك منتخبا الإماراتواليابان حاملا اللقب الكثير من الخيارات وسيبحث كل منهما عن الفوز وحده عندما يلتقيان اليوم في هانوي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الأول من كأس آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم. فمنتخب الإمارات خسر مباراته الأولى أمام نظيره الفيتنامي صفر-2، وخسارة ثانية تعني خروجه مبكراً من دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة إلى ربع النهائي، لا بل تعيده إلى دوامة"النكسات"التي كان تخطاها مطلع العام الحالي حين توج بطلاً للخليج للمرة الأولى في تاريخه. وحتى التعادل قد لا يكون كافياً لمنتخب الإمارات للإبقاء على فرصته في التأهل، مع أنه مؤشر معنوي جيد يؤكد استعادته توازنه قبل المواجهة الأخيرة في الدور الأول مع نظيره القطري يوم الاثنين المقبل. أما منتخب اليابان بطل النسختين الماضيتين في بيروتوبكين عامي 2000 و2004، فسقط في فخ التعادل مع نظيره القطري في مباراته الأولى 1-1، بعد أن خطف مهاجم الأخير سيباستيان سوريا هدفاً قاتلاً من ركلة حرة قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين. واهتزت صورة البطل كثيراً ليس بسبب إهداره نقطتين أمام قطر فقط، بل لأن مستواه كان متواضعاً وبعيداً كل البعد عن المستوى الذي ظهر به في النهائيات السابقة، ما دفع بمدربه البوسني ايفيكا أوسيم إلى انتقاد لاعبيه بالقول كانوا أشبه بالهواة وليس بالمحترفين الباحثين عن اللقب. ويتعرض منتخب اليابان وأوسيم بالذات إلى ضغط شديد منذ فترة، ازدادت وتيرته بعد التعادل أمام قطر، لأن الهدف كان مواصلة التفوق الياباني في البطولة القارية وإحراز اللقب الثالث على التوالي والرابع فيها. وما يزيد الضغط على أوسيم أنه مطالب في نظر اليابانيين بتكرار انجاز إحراز اللقب كما فعل أسلافه زيكو عام 2004 في بكين والفرنسي فيليب تروسييه 2000 في بيروت والهولندي ماريوس يوهان اوفت 1992 في طوكيو. المهاجم ناوهيرو تاكاهارا الذي سجل الهدف في مرمى قطر، أكد بدوره أن"المنتخب الياباني افتقد التركيز في إنهاء الهجمات في مباراته الأولى وهو أمر يجب معالجته ضد الإمارات". وغاب تاكاهارا عن نهائيات الصين بداعي المرض، لكنه قاد اليابان إلى اللقب في بيروت بتسجيله خمسة أهداف. وحاول مدرب الإمارات الفرنسي برونو ميتسو اتباع سياسة الضغط على اليابانيين أيضاً بقوله:"لا شيء أمامنا لنخسره لأن الضغوط على المنتخب الياباني"، مضيفاً:"هناك ضغوط نفسية كبيرة على أوسيم، فأنا أتكلم معه يومياً، ويبدو لي أنه مرتبك". ولعب ميتسو وأوسيم معاً في فريق فالنسيان الفرنسي في السبعينات. لكن الضغوط التي يواجهها اليابانيون لا تعفي ميتسو من مهمة إيجاد الخطة المناسبة لقيادة منتخبه إلى الفوز للإبقاء على فرصته قائمة في التأهل إلى الدور المقبل. ميتسو كان واضحاً قبل انطلاق البطولة باعتباره أن"كأس آسيا تشكل محطة إعداد مهمة للمنتخب لتصفيات كأس العالم المقبلة عام 2010 في جنوب أفريقيا"، وجدد الاتحاد الإماراتي عقد ميتسو حتى"المونديال"المقبل. الفرصة لا تزال سانحة للإمارات للبقاء في البطولة لكن عليها اجتياز الحاجز الياباني الصعب قبل مواجهة قطر في الجولة الأخيرة، ويتعين على إسماعيل مطر ومحمد الشحي وعبدالرحيم جمعة وحميد فاخر وفيصل خليل الارتقاء أكثر بمستواهم والاستفادة من الفرص التي تسنح لهم. يذكر أن الإمارات كانت خرجت من الدور الأول في النسخة الماضية بحلولها رابعة وأخيرة في مجموعتها برصيد نقطة واحدة بعد خسارتها أمام الكويت 1-3 وكوريا الجنوبية صفر-2 وتعادلها مع الأردن صفر- صفر.