وعدت أبنائي بقضاء وقت استجمام خلال يومي الإجازة الأسبوعية، يخفف عنهم عناء أيام الصيف الطويلة وسأم حرارة الشمس الحارقة ورطوبة الجو الساخنة. ذهبنا إلى حديقة الضاحية الشمالية شرق حي الناصرية في الدلم، ذات البساط الأخضر والجلسات المريحة وملاعب الأطفال المتعددة. فور وصولنا، فوجئنا بعدم وجود الحديقة، إذ لم نجد لها أثراً، فقط وجدنا بقايا العشب اليابسة وحطام الألعاب المتناثرة وتراب الجدران الخاوية التي أزيلت بالكامل ورمي ببقاياها وأشلائها وسط رمال الضاحية. قلنا في أنفسنا لعل الرياح اقتلعتها والرمال دفنتها وابتلعت أشجارها وجدرانها، ولم تبق حتى أرجوحاتها وألعابها! ولكن آثار الآليات والمعدات الثقيلة التي أزالتها أكدت لنا أنها اقتلعت عنوة. تساءل أبنائي: بابا أين الحديقة؟ أين الأرجوحة؟ أين الألعاب؟ لم استطع إجابتهم لحظتها، قلت بعد أن أفقت من هول الصدمة: لعل هناك خطأ حصل، لقد أزيلت قبلها حديقة الصناعية بحجة الاستثمار، ومع ذلك لا تزال خراباً، فلم تستغل أو تستثمر، والآن أزيلت حديقة الضاحي الشمالية، فهل مدينة الدلم ليست في حاجة إلى الحدائق بحكم أنها منطقة زراعية؟ ترى هل ما تتعرض له الحدائق هو رسالة مفادها: يكفيكم تلك المزارع متنفساً للسكان؟ أم أن شعار"مدينة بلا تدخين"فهم من باب الخطأ"مدينة بلا حدائق"؟ إن من أسمى أعمال البلدية العناية بالشجرة والاهتمام بالحدائق والألعاب فيها، وقد وضع أسبوع سنوي للعناية بالشجرة، فما بال بلديتنا تزيل الحدائق؟ هل لأن المياه غارت أم أن الحاجة تستدعي قيام منشأة؟ لا خلاف في أن موقع حديقة الضاحي الشمالية غير صالح لتحويله إلى منشأة، لوعورة أرضها ووجود الكثبان الرملية وبعدها عن المدينة، وقربها من أحواش المواشي والمسالخ وأدخنة المحارق، وقربها من ورش البلدية، ولا يمكن أن يعالج زحف الرمال على المدينة إلا بغرس أشجار وتحويلها إلى متنزه ومنتجع سياحي يخدم المنطقة، خصوصاً أن المياه فيها متوافرة.نريد إجابة وافية لنوصلها لأبنائنا الذين هم أحرص على قضاء أوقاتهم في الحدائق التي أنشئت من أجلهم ونحن في موسم الصيف والإجازة. ويظل السؤال الأهم: ما أسباب توجه البلدية إلى إزالة الحدائق التي كلفت الدولة أموالاً طائلة؟ نريد محاسبة المتسبب وعودة الحديقة وإيقاف أعمال الإزالة المقبلة. حمد بن خنين - الدلم