تعود العلاقات الثنائية بين الرياضووارسو إلى حيث يجب أن تكون لولا"قطيعة إجبارية"دامت نصف قرن. فالبولنديون والرقم 8 يرتبطون جيداً بمصير السعوديين حالياً. لقد كانت اللحظة التاريخية المتمثلة في بدايات المرحلة ما قبل الأخيرة لتأسيس الدولة السعودية الثالثة بمثابة الموعد التاريخي الذي يربط الدولتين بعضهما ببعض. إذ اعترفت بولندا كثامن دولة في العالم بإعلان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود نفسه ملكاً على نجد والحجاز وملحقاتها، وذلك في العام 1929. وبدأت العلاقات الثنائية تتطور. وتبادل مسؤولو البلدين الزيارات الرسمية بينهما. بيد أن واقع ما بعد الحرب العالمية الثانية أطاح البولنديون في جيب المعسكر الشيوعي، ليرضخوا تحت سلطته المطلقة طوال نصف قرن. وفور سقوط إمبراطورية الاتحاد السوفياتي في العام 1989 عاد الاتصال مباشرة بين الرياضووارسو. وفي هذا السياق، نوه سفير خادم الحرمين الشريفين في العاصمة البولندية وارسو ناصر بن أحمد البريك بالزيارة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبولندا اليوم. واصفاً إياها بالمهمة والتاريخية بوصفها أول زيارة يقوم بها ملك سعودي لبولندا وما سيكون لها من أثر بالغ في ترسيخ العلاقات بين البلدين وإرساء قواعد متينة وأسس ثابتة في تاريخ ومستقبل العلاقات السعودية البولندية بل والعربية البولندية. وقال السفير البريك في تصريح لوكالة الأنباء السعودية لهذه المناسبة:"إنه من المتوقع أن يتم خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لبولندا توقيع مذكرات تفاهم واتفاقات بين البلدين منها مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني ومذكرة التعاون العلمي والتعليمي واتفاق مكافحة الجريمة المنظمة ومذكرة تفاهم بشأن المفاوضات الثنائية حول مشروع اتفاق تفادي الازدواج الضريبي ومذكرة تفاهم في مجال الصحة واتفاق تعاون في مجال الشباب والرياضة". وأضاف:"كما سيتم خلال الزيارة الإعلان عن الموافقة السامية بإنشاء مركز للدراسات العربية والإسلامية في جامعة وارسو التي تعد من أعرق الجامعات البولندية والأوروبية". وأكد أن بولندا تنظر إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين بأهمية كبرى نظراً لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل مؤثر وبارز ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب بل وعلى المستوى الدولي. وأشار إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لبولندا لن تقتصر أهميتها على الطابع الرسمي السياسي بل سيكون الجانب الإنساني حاضراً وبقوة في الزيارة:"فالبولنديون على مستوياتهم كافة، الرسمية والشعبية يستقبلون خادم الحرمين الشريفين وفي ذاكرتهم عملية فصل التوأم السيامي البولندي - داريا وأولغا - التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإجراء فصلها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني وتم ذلك في الثالث من كانون الثاني يناير 2005 وبنجاح تام". وتحدث السفير عن:"أن بولندا قيادة وحكومة وشعباً ستجدد خلال الزيارة التعبير عن معاني الشكر والامتنان لملك الإنسانية على موقفه الإنساني النبيل". وقال:"إن علاقات البلدين بدأت مع بداية تأسيس المملكة العربية السعودية إذ كانت الدولة الثامنة التي تعترف رسمياً بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حاكماً على الحجاز ونجد وملحقاتها وكان ذلك عام 1929". ولفت النظر إلى أن العلاقات بين البلدين قطعت عقب الحرب العالمية الثانية واستمر انقطاعها حتى بداية العقد الأخير من القرن الماضي،"حيث بدأت الاتصالات بين البلدين التي أثمرت عن عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وبولندا في الثالث من أيار مايو 1995". من جانبه، وصف السفير البولندي لدى الرياض آدم كولاغ زيارة خادم الحرمين الشريفين بأنها: نقطة تحول في العلاقات السعودية البولندية وحدث مهم في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين سيفتح الطريق لمنظور استراتيجي جديد للعلاقات المتبادلة.