تعقيباً على ما طرحه الأستاذ محمد السمان في صحيفة"الحياة"بتاريخ 26 جمادي الأولى 1428ه بعنوان"غرفة جدة"فإن المقال المذكور جانبه الحقيقة تماماً... فلقد أصابني الذهول لما نُشر عن تمجيد لرئيس المجلس صالح التركي، وعبارات التطبيل والثناء عن الانجازات التي حققها للغرفة، ومن يعايش الحقائق التي تعايشها غرفة جدة على أرض الواقع، وكرجل أعمال متابع لما يدور في أروقة بيت الأعمال، يلمس أن الغرفة تحتضر في خدماتها وتدني في مستوى نشاطها وأعمالها، وللعلم كل من قرأ المقال أصابه العجب العجاب!! للأسف، هذا الصرح التجاري المهم لرجال الأعمال والاقتصاديين لم يعد بالمستوى المعروف عنه، فالمتابع لمجريات الأعمال والمهام والإنجازات التي تقوم بها الغرفة، يلاحظ أن هناك ازدواجية بينها وبين مهام الجمعيات الخيرية. بل وخلط في مهام بعض القطاعات الخيرية. هناك من يقول إن ما تقوم به الغرفة من منافسة للجمعيات الخيرية هو من صلب أهدافها ومهامها، وهذا قد يكون صحيحاً، ولكن بشرط أن يتفوق على الهدف الأساسي التي أنشئت من اجله، وهو خدمة رجال الأعمال والاقتصاد، فما تشهده الغرفة حالياً هو انحراف للأهداف وازدواجية للأعمال مع بعض القطاعات الخيرية، الأمر الذي نتج عنه إخلال في خدماتها، ومن يقوم بزيارة مقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة يلمس مدى تدني معنويات العاملين في بيت التجارة، والذي انعكس بدوره على مستويات الخدمات المقدمة للجمهور... والضحية هم رجال الأعمال والتجار في نهاية المطاف. فبيت التجارة والصناعة لم يُنشأ أصلاً لمناقشة الجمعيات الخيرية بل أنشئ بهدف تطوير مجالات التجارة والصناعة في هذه المدينة الحالمة، والتي تُعد بمثابة العاصمة الاقتصادية للمملكة وفتح قنوات عالمية، وهذا الدور مفقود في الوقت الراهن. ولعل الجميع بلا استثناء يلمس ذلك، وكنت متوقعاً منك يا أخي سمان أن تسطر معاناة القطاع الخاص لا أن تطبل وتشيد بالغرفة وأنت بعيد عنها، ولا شك انتم تحملون أمانة القلم ومسؤولية كبيرة في تصحيح الاعوجاج وتقويمه إلى الأحسن لخدمة الصالح العام. وأسال كل تاجر ورجل أعمال، هل غرفة جدة في الوقت الراهن كسابق عهدها، حينما كانت تعج بالمشاريع والحركة الاقتصادية والوفود الزائرة، ومشاركة رجال أعمالنا في مؤتمرات اقتصادية عالمية؟ وكانت حقاً تمثل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة في العهود كافة. فما يحدث حالياً في الغرفة التجارية أمر مذهل بل ومخجل، يحتاج إلى وقفة وعلاج لتعود الغرفة إلى سابق عهودها وسمعتها من المجد الازدهار... ولا داعي للثناء في غير موقعه، فأمانة القلم وشرف الكلمة يحتمان علينا قول الحق. ماهر بن عبدالصمد بندقجي رجل أعمال - جدة