دعا وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس اللجنة العليا لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجمعة إلى معالجة قضايا تمس حياة المجتمع، وتوعية الناس من خطر الغلو في الدين. وقال آل الشيخ في تصريح أمس عن أهمية خطبة الجمعة ودور الخطيب في المجتمع:"إن على خطباء الجمعة تلمس حاجات المجتمع، ومعالجة عدد من المسائل الدينية والقضايا والمشكلات التي تمس الحياة اليومية للمجتمع، وتوعية الناس وإرشادهم". وأضاف أن لخطبة الجمعة أهمية كبيرة في تعليم الناس أمور دينهم، وتوعيتهم بما يصلح أمورهم، وتوجيههم إلى الخير، وتحذيرهم من الشر وأسبابه بعامة ومن الغلو في الدين بخاصة، مشيراً إلى أن ذلك"يوجب على الخطباء التطرق لهذه المواضيع بشمولية وبأسلوب حكيم موافق للشرع بما يحقق المصلحة العامة، والاهتمام بالتطرق إلى ما يهم الناس من القضايا المعاصرة ومعالجتها بعيداً من الغلو والتهويل والتطويل، مع مراعاة حال المستمعين، واضعين نصب أعينهم المصلحة العامة". يذكر أن وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري حذّر في كتاب بعنوان"توجيهات للأئمة والخطباء"، أصدرته وزارة الشؤون الإسلامية أخيراً، من توظيف الإمامة في غير وجهها الشرعي، مؤكداً أن ذلك"يتسبب في فتنة عظيمة"، داعياً خطباء المساجد إلى مراعاة حاجات الناس لا رغباتهم. وتحدث السديري عن أهمية عدم إطالة الخطبة:"الخطبة التي يلقيها الإمام الخطيب أمام المصلين قد ينسي بعضها بعضاً إذا كانت طويلة، ومن يعتني بها بالإعداد والتحضير يستفيد منه المأمومون أكثر من الذي يطيلها"، مطالباً الإمام بأن يراعي السنة النبوية في أداء الصلاة، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم"صلوا كما رأيتموني أصلي". وشدد على أن الحكم في الأمور الشرعية يكون للعلماء المعتبرين"فليس كل شخص يستقى منه، ولا كل ما يُعْلَم يقال، ولا كل خبر نجده في وسيلة إعلام أو في شبكة المعلومات أياً كان مصدره يجوز للمرء أن يحكم على المجتمع أو على الناس بحكم يكون فيه تعسف". وحث الخطيب على مراعاة حاجات الناس لا رغباتهم، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس يميلون إلى الخطيب الذي يتطرق في خطبته للحديث عن السياسة، في حين أنهم لا يفضلون من يخطب أو يتحدث عن أهمية تربية الأبناء والعناية بهم، مع أن حاجة الناس ماسة إلى الحديث عن هذا الموضوع الذي يخاطبهم مباشرة، ويعلمون أنهم هم المعنيون به ابتداء. ودعا أئمة المساجد وخطباءها إلى أن"يكون لهم دور فاعل في بيان الوجهة الشرعية من حوادث التفجير، أو انتشار فكر التكفير، أو التشغيب على ولاة الأمر، والتقليل من شأنهم بالهمز واللمز، وبيان فداحة ما يقدم عليه هؤلاء من أعمال". وشدد على أهمية"ألا يكون علاج الخطيب لمثل هذه الأمور بشكل وقتي مع حدث معين ثم ينتهي بانتهائه، بل يجب أن يرسم خطة مستمرة لرد الشبهات التي قد تعلق بين وقت وآخر، حول بعض ما يراه الناس من أحداث في الداخل والخارج".