حذرت دراسة ميدانية من انتشار الطفيليات المعوية بين العاملين في مجال الغذاء، خصوصاً وأن 50 في المئة من العاملين في المطاعم التي شملتها الدراسة، وعددها 225 مطعماً وكافتيريا، مصابون بطفيليات معوية معدية، من إجمالي المشمولين بها، والبالغ عددهم 1009 عمال في مجال الغذاء في محافظة جدة. وتأتي هذه الدراسة، في وقت رفعت أمانة محافظة جدة من مستوى جاهزيتها واستعداداتها تزامناً مع حلول موسم الصيف، وإقبال المصطافين على المحافظة، وذلك في أعقاب الدراسة المسحية التي أجريت من قبل أحد الأساتذة المساعدين في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، واستمرت أشهرا عدة لتغطية أكبر عدد من أماكن الغذاء لجمع العينات، والتي شملت عمالاً من 25 جنسية غير سعودية، غالبيتهم من فئة الشبان. وأثبتت الدراسة انتشار الإصابة بالطفيليات المعوية عند هذه العمالة التي تعمل في مجال الأغذية من مطاعم ومطابخ وكافتيريات، وغيرها من الجهات المتخصصة في تقديم الوجبات الغذائية، أكثر من غيرها. كما جاءت هذه الدراسة لتؤكد استغلال مساحات ليست موجودة في ترخيص المطعم أو المطبخ، سواء الارتدادات الجانبية أو الأماكن الملاصقة للمحل، ولا تتوافر فيها الاشتراطات الصحية في أعمال التجهيز أو الطبخ، ما دفع الأمانة إلى أن تضع في خطتها مثل هذه الملاحظات، إضافة إلى التركيز على نظافة العاملين في المنشآت الغذائية، مع التشديد على ارتداء ملابس العمل الموحدة، وغطاء الرأس، والقفازات، والتأكد من خلو العاملين في تلك المحال من الأمراض المعدية، من طريق مراقبة سريان الشهادة الصحية، والتأكد من التزام جميع وسائل النقل الخاصة بالمواد الغذائية مبردة أو مجمدة أو عادية بتطبيق لوائح الاشتراطات الصحية. وتهدف أعمال الرقابة على المحال المتعلقة بالصحة العامة إلى منع حدوث حالات التسمم الغذائي، حفاظاً على صحة أهالي وزوار جدة خلال الصيف، وحرصاً على أن يكون الغذاء المقدم آمناً وصحياً للمستهلك، مع التركيز بشكل خاص على الأغذية ذات الحساسية العالية للتلوث، مثل: اللحوم والسندوتشات التي تدخل اللحوم في إعدادها، والتأكد من اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية جميع أصناف المواد الغذائية من الذباب والحشرات والقوارض. وتسعى الأمانة إلى الحد من حدوث مثل هذه الطفيليات بحقيبة وضعت للمراقب الصحي تحتوي على ثلاثة أجهزة أخرى للكشف عن مدى جودة زيوت القلي، ودرجة الاحتراق التي تستدعي تغيير الزيت، وجهاز آخر لقياس درجة الحرارة من بعد بالأشعة تحت الحمراء، ويستخدم للتأكد من درجة حرارة الثلاجات، ومستوى التبريد المناسب لحفظ المواد الغذائية، إضافة إلى درجة حرارة الأغذية المطهية، علاوة عن توافر جهاز لقياس"الأس الهيدروجيني"للتأكد من صلاحية الطعام، ونسبة التفاعل البكتيري به، لافتاً إلى وجود جهاز إضافي خاص لقياس درجة طازجية الأسماك.