فنّدت دراسة علمية حقيقة تحضير الأرواح وتناسخها، والتنجيم والمنجمون، والأحلام والرؤى، والتنويم المغناطيسي وأنواعه، وما يسمى ب"لعنة الفراعنة"، وشعوذة ضرب الرمل، وقراءة الفنجان، وختم المندل، وضرب الودع. ولفتت إلى أن الفضائيات أصبحت مساعداً رئيساً في انتشار هذه"الخزعبلات"، والتحايل على الراغبين في العلاج من الأمراض النفسية أو العضوية من خلال المشاركة في"برامج الدجل"، التي تدعي طرح الحلول ومعالجة الأمراض على كافة أنواعها بمجرد الاتصال. وشددت الدراسة التي أعدها الشيخ صالح بن أحمد ذياب، في المعهد العالي للأئمة والخطباء في جامعة طيبة، على ضرورة عقد ملتقى موسع تحت إشراف خمس وزارات هي الداخلية، والشؤون الإسلامية، والتعليم العالي، والصحة، والشؤون الاجتماعية تضم جميع من يمارسون الرقية الشرعية والطب الشعبي في السعودية، من أجل مناقشة الممارسات الخاطئة لتلك الأعمال والأضرار والآثار السلبية المترتبة عليها. وأبرزت الدراسة الأخطاء الكبيرة التي تقع على المجتمع من انتشار أعمال الشعوذة والسحر، خصوصاً المتعلقة بالعقيدة والجوارح، لأن السحر ما هو إلا أكاذيب وخيالات، وأن أكثر مظاهر الشعوذة المنتشرة هي من الكذب والخداع، وأن دوافع السحرة والمشعوذين متعددة ومتنوعة. وقالت الدراسة التي نال بها ذياب درجة الماجستير:"إن حل السحر بالسحر أو بأمر من المحرمات لا يجوز مطلقاً"، محذرة من الوقيعة في هذا الأمر من جانب عامة الناس من دون علم أو دراية، إضافة إلى أن العلاج بالسحر لا يجوز بأي حال من الأحوال، وأن علاج جميع الأمراض الحسية والمعنوية متوافر بفضل الله بالوسائل الشرعية المباحة. وأبرزت فتاوى العلماء وإجماعهم على أن الساحر كافر لشركه، واستخدام الجان والشياطين له في أذية المسلمين، وحدّه القتل، مشددة على أنه لا تصح توبة الساحر بعد التمكن منه وإقامة البينة عليه، كما أنه لا يجوز تعلم السحر وتعليمه. وأكد الباحث أن السعودية تقوم بدور كبير في محاربة السحر والشعوذة، من خلال الفتاوى الشرعية لكبار العلماء، وإسهامات طلبة العلم والمشايخ والدعاة ورجال الهيئة في محاربة هذه الأنشطة، إضافة إلى إقامة حدود الشرعية على من يثبت تورطه في ممارس السحر والإضرار بالناس، ويفسد العقيدة. وأكد ذياب أن أهمية هذه الدراسة تكمن في تعريف الناس بخطورة السحرة والمشعوذين على عقائد المجتمع، وعلى نشر شريعة الله، خصوصاً أن أعمال السحر والمشعوذين انتشرت، وكثر الدجالون والمشعوذون في جميع أنحاء العالم، كما اتسعت دائرة الكهان والسحرة والمشعوذين، ووصل الأمر إلى الممارسات الخاطئة للرقية الشرعية وكثرة أخطاء من يعملون بالعلاج بالرقية الشرعية. ولفت إلى وجود تعريفات عدة يستخدمها السحرة والدجالون في أعمالهم، أبرزها: العراف، والكاهن، والمنجم، والحارز، والساحر، والراقي، والتمائم، والطيرة، والفال، وشؤم الدار، وشؤم المرأة، وشؤم الدابة، والهامة، والعين اللامة، والواهنة، والتولة.