دعت نائب رئيسة جمعية الوفاء الخيرية النسائية الأميرة موضي بنت محمد بن عبدالعزيز النمر الى إنشاء جمعيات نسائية خيرية في منطقة الرياض، لافتة الى ان العدد الحالي غير كاف، وأضافت ان جمعية الوفاء الخيرية فازت بجائزة من بنك التنمية الإسلامية لدورها في تدريب 14 الف طالبة التحقت بسوق العمل، وتحدثت عن تمييز في دعم بعض رجال الأعمال للجمعيات الخيرية، مشيرة الى ان الجمعيات تحتاج إلى دعم بشكل دائم لإعالة الأسر المحتاجة، وأضافت ان جمعية الوفاء تعول ما يزيد على 6 آلاف أسرة، وتحدثت عن خطط الجمعية من اجل القضاء على الفقر، ومنها إقامة رجال الأعمال مصانع بالتنسيق مع الجمعية وتخصيص الشركات بنوداً في موازنتها لهذه الأسر وتخصيص أوقاف خيرية. { الرياض - عبدالله آل عسوج ما هدف ومعيار حصول جمعية الوفاء على جائزة بنك التنمية الإسلامية؟ - الجائزة هدفها تشجيع التفوق في مجال المساهمة النسوية في التنمية وبناء القدرات الذاتية في الدول الأعضاء في البنك وفي المجتمعات الإسلامية الأخرى. أما معايير منح الجائزة فهي أن تكون الأنشطة التي تقوم بها الجهة التي تمنح لها الجائزة متوافقة مع أهداف البنك في تخفيف حدة الفقر وتشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية وبناء قدرات المرأة في الأسرة والمجتمع، وفازت بها جمعية الوفاء من خلال مشاريع الحاسب الآلي بدوراته التدريبية والتأهيلية المعتمدة بشهادة الرخصة الدولية كمعيار أساسي بحيث استطاعت الجمعية تخريج أكثر من 14 ألف طالبة التحقن بسوق العمل ولله الحمد، ونسعى للمزيد، وكما نوهت رئيسة الجمعية الأميرة لطيفة بنت عبدالله بأن هذا الفوز يعتبر تتويجاً للخدمات الاجتماعية التي تقوم بها الجمعيات النسائية في السعودية كافة، فهي شهادة ولوحة شرف بالمنجزات فضلاً عن القيمة المادية. كيف تقوّمين أداء الجمعيات الخيرية؟ وهل تؤدي رسالتها كما يجب؟ - لا يمكن تقويم أداء الجمعيات الخيرية ? فالجمعية لم تصل إلى المستوى الذي يؤهلها للتقويم. لكن الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تمارسه الجمعيات من خلال رسالتها يعتبر مسؤولية وجهداً له نتائج مرئية ومعاشة تحتاج إلى التقويم والدعم والتشجيع من جهات عليا... لتتخطى السلبيات... وتقفز للإيجابيات. كيف ترين تجاوب رجال الأعمال من خلال دعم الجمعيات؟ - هناك رجال أعمال تقوم الجمعيات على دعمهم من الأساس ولا يزالون ? بينما هناك رجال أعمال لم يصل دعمهم لما متوقع ولما نراه ونلمسه دائماً من فرق شاسع بين دعمهم للجمعيات الرجالية عنها للجمعيات النسائية التي تحتاج إلى الدعم بشكل دائم لإعالة الأسرة المحتاجة. فجمعية الوفاء تعول ما يزيد على 6 آلاف أسرة، متوسط عدد أفراد الأسرة الواحدة من 8-9 أشخاص لا يمتلكون القدرة على إعالة أنفسهم يضاف للفقر ? المرض والجهل، وهذا بحسب آخر إحصائية. هل تغطي الجمعية جميع الحالات؟ وهل هناك ضرورة لإنشاء جمعيات أخرى؟ - نظراً إلى التوسع العمراني والسكاني في مدينة الرياض هناك ضرورة ماسة لإنشاء ثلاثة أضعاف العدد، فوجود جمعيتين نسائيتين فقط في الرياض الشاسعة الأطراف هما النهضة والوفاء باعتقادي غير كاف لتغطية جميع الحالات. لأن التركيز النسائي على الشرائح الأسرية الفقيرة أو المعدمة أكثر من تركيز الجمعيات الأخرى. ما مدى تأهيل العاملين في جمعية الوفاء، خصوصاً أنهم يتعاملون مع شريحة خاصة من الناس؟ وهل تعتقدين بأنهم على درجة كافية من التأهيل؟ - تأهيل جميع العاملات في الجمعية يعتبر في اعتقادي مناسباً فتخصصاتهن ومؤهلاتهن وخبراتهن تؤهلهن في التعامل مع هذه الشرائح، فمهن الموظفات والباحثات والأخصائيات في المجال النفسي والاجتماعي - أما بالنسبة للعاملات في قطاع الجمعية من المتطوعات فلا يشترط التأهيل، لأن التطوع له دافع نفسي واجتماعي وأحياناً مادي فمتى ما توافر الدافع النفسي فسيكون العطاء أكثر من المتوقع. ونحن نتصيد المتطوعات ولو بساعة من وقتهن ونأمل الانخراط في العمل التطوعي أكثر... ونحتاج إلى التركيز في دعمه والتشجيع إليه من خلال ربط طالبات المدارس والجامعات به. هل توزع تبرعات رجال الأعمال والبنوك والشركات فوراً على المستفيدين، أم يتم استثمار جزء منها لتغطية الحالات الجديدة. - جميع موارد الجمعية من الدورات والأنشطة والأسواق تصرف على الموازنة المعتمدة قبلها بسنة كاملة، أما الفائض من هذه الموارد فيتم استثماره، لأن للجمعية برنامجاً استثمارياً. أما تبرعات رجال الأعمال والبنوك والشركات فتوزع بحسب مشروطيتها إن كانت لإيجارات منازل أو شراء مساكن أو علاج مرضي أو تدريب وغيره. وبالنسبة لموارد الزكاة فيتم صرفها في ساعتها. هل التأهيل العلمي للأسر المحتاجة أسهم في اكتفاء هذه الأسرة من خلال العمل، أم تستمر هذه الحالات في الاعتماد على الجمعيات كمصدر رزق؟ - الأسر المحتاجة التي ترعاها الجمعية ولديها أبناء وفتيات متعلمون يكتفون عن الاعتماد على الجمعية جزئياً، لأن الجمعية بدورها أوجدت لهؤلاء الأبناء أعمالاً خاصة أو وظائف ساعدتهم في الاكتفاء مثل خريجي دورات الحاسب الآلي والدورات التدريبية المختلفة مثل التجميل بأنواعه والخياطة والطهي وأعمال الضيافة المرتبطة بالمناسبات والحفلات واللغة الإنكليزية والفرنسية، والطباعة والمهارات اليدوية، كالرسم على الزجاج والحفر على الخشب والسيراميك وغيرها فهؤلاء كخريجين يحصلون على فرصة العمل بمجرد إنهاء الدورة الملتحق بها، وتصل أعدادهم إلى الآلاف. ما خطط الجمعية للقضاء على الفقر؟ - الخطط كثيرة والأفكار متنوعة، لكننا نتلهف إلى تفعيل وتنفيذ هذه الأفكار وبالسرعة نفسها التي تطوي حياتنا وأيامنا. - أبسطها إسهام رجال الأعمال في إقامة مصانع عدة بالتنسيق مع الجمعية، لتخفيف العبء وتحقيق الاكتفاء بالعمل وبإشراف منهم. - أن تخصص الشركات بنوداً حية في الموازنات لهذه الأسر المحتاجة التي تتوالد وتزداد أكثر من ازدياد حاجاتهم. - فكرة تخصيص الأوقاف الخيرية ومنحها للجمعية للاستفادة منها وتوجيهها للمحتاجين لنستطيع تعميم الإفادة لأكبر قدر من الأسر المحتاجة ورفع الكرب عنهم والأمل بإسهام وزارة الأوقاف لتصبح قدوة في إفادة المجتمع وتنميته، فلهم تأثيرهم البالغ في صنع مسؤولية اجتماعية يقتدى بها حين تبادر بمنح الجمعيات النسائية حق إدارة بعض الأوقاف وليس جميعها لمصلحة أعداد لا يمكن حصرها من الأسر الذين بلا مساكن... ونلغي بذلك نسبة مئوية عالية من الإيجارات التي تثقل كاهل الجمعية، وبالتالي توجه مبالغ الإيجارات في تنميتهم وبنائهم كأفراد. لأن النسبة المئوية لتملك السعوديين للمساكن في آخر إحصائية ضئيلة جداً. والفقر هو فقر الأفكار، أما الفقر المادي فقد تطرده فكرة واحدة تنفذ على السطح وتمحوه جزئياً. والشعور بمسؤولية الفقر هو أول عتبات النجاح ودولتنا بقيادتها الحكيمة أقرت بذلك وبدأت في التنفيذ، ولكن المملكة قارة واسعة، أحلامنا كبيرة، وحاجاتنا أكبر من أحلامنا ولا أتصور أن تتحقق هذه الأهداف من دون إسهام جميع أعضاء المجتمع. والمساهمة دائماً تكون بقدر الإمكانات، المهم الإصرار على المشاركة لنبني مجتمعنا معاً والالتفات لعطاء الجمعيات النسائية بمشاركتها في مسؤولياتها ضمن برامج تعد برغبة وحماسة وإصرار للقضاء على الفقر. لدينا الخطط ولدينا أجزاء من الحلول، لكننا نحتاج إلى الدعم والأمنيات لا تكفي. ما المستجدات والمتغيرات التي تسهم في زيادة الفقر؟ - أهمها كثرة النازحين للرياض، زيادة عدد الأسرة الواحدة، غلاء المعيشة، الرغبة في العيش في المدن، عوامل اجتماعية عدة تنتهي بالخلط بين الأساسيات والكماليات عند البعض. هل هناك أعمال أخرى تقوم بها الجمعية؟ - لا يمكن حصر أعمال الجمعية لكنها باختصار: 1- رعاية الطفولة والأمومة في جميع مراحلها. 2- المساعدة في رفع مستوى الأسرة السعودية اجتماعياً وثقافياً وصحياً. 3- توعية المرأة السعودية نحو دورها في المجتمع. 4- تقديم مساعدات عينية ومالية وطبية بشكل ثابت. 5- مشروع كفالة طالبة متفوقة لإلحاقها بالجامعات الأهلية وتأمين أقساطها الدراسية من الجمعية أو فاعلي الخير. 6- الريادة باستعمال الحاسب الآلي والدورات والدبلومات. 7- إنشاء مؤسسات اجتماعية مثل: - مركز الوفاء للتأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة من مساعدة وتدريب على مهام سهلة تفيدهم في الحياة اليومية حتى الوصول إلى التدريب على الجانب الآلي. - مركز الإيواء والذي افتتح لحماية المرأة من العنف لتتمكن جهة الحماية وجمعية حقوق الإنسان من تحويل السيدات اللاتي يتعرضن للإيذاء والإساءة للإقامة فيه لفترة محددة ريثما يتم حل مشكلاتهن الأصلية وهو المركز الأول في المملكة، وقد طالعتنا جريدة"الوطن"السعودية يوم الخميس 14 جمادى الأولى 1428ه 31-5-2007 العدد 2435 بتصريح لنائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني يطالب فيه بإنشاء وتعميم مراكز للإيواء للحالات التي تتعرض للعنف وللإفادة بوجود دار للإيواء في الرياض. ج ? المجمعات السكنية المجانية للمحتاجين مثل سكن الدرعية ? سكن النسيم وغيرها من المجمعات والمنازل المملوكة لهذه الأسر. - منازل عدة يتم تمليكها لعدد يفوق 133 أسرة من صندوق الجمعية كقرض ميسر جداً يسدد بحسب دخل كل أسرة أو من فاعلي الخير. - سكن الوفاء الصحي للمرضى المحتاجين من خارج الرياض أو المملكة المتطلب وضعهم الصحي مراجعة مستشفيات الرياض للإقامة في هذا المجمع الفندقي ريثما يتم علاجهم، ويتبعه سكن نورة الدغيثر ? رحمها الله ? المخصص لسكن مرضى زراعة الأعضاء. وباختصار فمصروفات الجمعية السنوية بالأرقام على جميع الحالات المحتاجة يصل إلى رقم تقريبي قدره 16 مليون ريال باستثناء المصاريف الإدارية. هل الخطط الاستراتيجية للجمعية، متوسطة أم طويلة الأجل؟ - الخطط لا تتوقف، وتجذبنا الأفكار ونرحب بها، وقد أعدت لجنة المشاريع في الجمعية هذا العام مشروع دار للمسنات حيث تملك الجمعية ارضاً شاسعة في الرياض، وتنوي إنشاء دار للسيدات المسنات اللاتي لا عائل لهن، وحصرنا الحالات العديدة التي تشرف عليها الجمعية بعد استفتاء خاص ليصلنا قبول 50 حالة معظمها أرامل، ولدينا في مجلس الإدارة مخطط يتبنى كل عضوة من المجلس البالغ عددهن 11 عضوة من 4-5 حالات تتم مراعاتهن والإشراف عليهن ومشاركتهن حياتهن بقدر الإمكان، ليترسخ لديهن حسن المرجعية العائلية. وهذه الدار ليست منعزلة بل بها حركة وتزاور واستقلالية باستضافة من يرغبن وملحق بها حديقة صغيرة تتيح لهن ممارسة الزراعة وغيرها، ولهن زيارات منظمة للمستشفيات، وستزود الدار بممرضتين للمتابعة الصحية البسيطة، وستكون داراً سكنية ترفيهية. ورأينا ضرورة تغيير اسم دار المسنات إلى اسم أحب وألطف ليكون دار الأسرة الصغيرة. نتمنى الدعم والتمويل لهذا المشروع الذي سيكون بمشيئة الله نواة لمشاريع أخرى مشابهة تصب في خدمة الإنسان. والنجاح في خدمته يعتبر نجاحاً في خدمة الإنسانية جمعاء، لأن الهدف هو توفير الحياة الكريمة لهذا الإنسان والارتقاء به لضعفه وحاجته ظهرت هذه المشاريع. كلمة أخيرة تودين توجيهها؟ - هي جملة... أمل وحلم! أمل بمسكن لكل مواطن سعودي لنحرره من عبء انتظار أمل مبهج لن يأتي أبداً.وحلم بانضمام هذه الشرائح المعدمة المهمشة للارتقاء معنا. ونتجه للمشاركة بقناعة في بناء هذا المجتمع، لنكون كلنا مسؤولين معاً، بدلاً من أن نكون مسؤولين عن...! أتمنى ألا اتهم بالمثالية أكثر مما ينبغي. ولكن لا شيء يعذب مثل انعدام الأمل والحلم.لصحيفة"الحياة"الغراء جزيل الشكر والامتنان لإعطاء الفرصة لإظهار نشاطاتنا وتطلعاتنا.