في الوقت الذي أكدت إدارة التربية والتعليم أن اليوم الأول مر بهدوء وطمأنينة، كان لطلاب القسم العلمي رأي آخر، إذ شبه كثيرون في جدة والأحساء الاختبار بإعصار"غونو"الذي ضرب الخليج في الأيام القليلة الماضية. وجاء في البيان الذي وزعته إدارة التربية والتعليم:"أنهت شريحة واسعة من الطلاب اختبار مادة الرياضيات في الوقت المحدد، وكانت نسبة الحضور عالية". وخالف الطلاب الوزارة في شق الوقت تحديداً، إذ أتفق كثيرون من طلاب المرحلة الثانوية على أن أسئلة اختبار مادة الرياضيات كانت الأصعب مقارنة بالعامين الماضيين، وساد جو من التذمر والانتقاد والغضب... فيما اضطر معلمون إلى سحب أوراق الإجابة في إحدى المدارس لانتهاء الوقت المحدد، الذي يبلغ ثلاث ساعات، قبل أن ينهي الطلاب الإجابة على كامل الأسئلة، وأعلن طلاب منهم عزمهم على إعادة السنة الدراسية. وتركزت الانتقادات على طول الأسئلة، وصعوبتها، وأن الوقت المحدد للإجابات"لا يكفي لحل هذه الأسئلة المعقدة"، وذلك بحسب قول الطالب يوسف الحجي، الذي أردف:"هذا العام حقق هرم الصعوبة في الأسئلة مقارنة بالأعوام الماضية". ويقول أحد المعلمين:"أشفقت كثيراً على الطلاب الذين وجدت في أعينهم رجاء بأن أمهلهم دقائق معدودة حتى ينهوا حل الأسئلة، لكن انتهاء الوقت كان ملزماً لي بحسب النظام بأن أسحب الأوراق، على رغم ترجي الطلاب لي ولبقية الزملاء، الأمر الذي جعلنا نتساءل عن مدى صعوبة الأسئلة". وأضاف المعلم رفض ذكر اسمه:"من الناحية التربوية يجب أن تراعي الأسئلة مستويات الطلاب المتفاوتة، وتخضع للفروق الفردية، لا أن تأتي مركزة، وصعبة كما ذكر الطلاب". وبحسب العادة، أفرزت التجمعات الطلابية خارج القاعات قرارات من أبرزها، إعلان طلاب نيتهم الحقيقية إعادة السنة الدراسية بسبب تأثير النتيجة، وآخرون قرروا تكثيف جهودهم المشتركة في إيصال شكواهم للوزارة من خلال منتداها على الشبكة الإلكترونية، أو من خلال المنتديات التعليمية، التي امتلأت بالشكاوى منذ ظهر أمس. ويقول الطالب حسن الحسن:"أنا من الطلاب المتفوقين في مدرستي، وأحتل مكانة بين المتفوقين الثلاثة فيها، ومع ذلك وجدت صعوبة في الأسئلة، واستغربت هذا التركيز فيها، ولم أستغرب رد فعل زملائي الذين عبر بعضهم عن غضبه برمي الكتب، وآخرون أجروا حواراً مطولاً مع معلم المادة الذي تعاطف معهم، وسمعت كثيرين يقولون انه يجب على الوزارة أن تجعل وضع الأسئلة بيد المعلم، إذا كانت أسئلتهم بهذا الثقل". ويبرر المعلم صالح الغامدي بقوله:"اعتمد طلاب في مذاكرتهم للمادة على الأسئلة السابقة للوزارة، ما جعل معظمهم يعتقدون أن أسئلة هذا العام لن تخرج عن النماذج التي أتخمتهم بها المواقع الإلكترونية، إلا أن المفاجأة حصلت بوجود أسئلة صعبة ومغايرة، بحسب ما نقل زملائي". وتوقّع الطالب سعيد القضيب"أن تحمل الأيام المقبلة أسئلة سهلة من أجل التغطية على صعوبة أسئلة اليوم، وهو أمر يحدث كل عام". وقال عدد من الطلاب في جدة، إن أسئلة الرياضيات، على رغم وضوحها، جاءت أصعب من العامين الماضيين. وقال كل من يوسف إياد وسلطان عبد الجبار ومحمود خليل... وسواهم، إن السؤال الأول سهل ومباشر، أما السؤال الثاني الذي تألف من ثلاث فقرات أ، ب، ج - فقرة" ب"مكونة من اربع فقرات فيحتاج إلى وقت طويل حتى مع معرفة الأساسيات... وبالنسبة إلى السؤال الثالث فإن الفقرة الأولى منه سهلة جداً، بينما تحتاج الفقرة الثانية إلى تفكير، وموضوعها"المخروط"، أما السؤال الرابع فهو عبارة عن اختيار من متعدد من ثماني فقرات، و"حينما رأينا سؤال الاختيار من متعدد، قلنا جاء الفرج، لكن اتضح أنه من نوع السهل الممتنع، وحتى الطلاب الممتازون تعثروا فيه، ما جعل البعض من الذين بدأوا حل الأسئلة بذلك السؤال يصابون بالإحباط". وأضاف الطلاب أن الأسئلة عموماً جاءت أقرب للصعوبة من السهولة، وكثيرون أخطأوا في الفقرة الثانية من فقرة"ب"من السؤال الثاني، وأشاروا - وهم من الطلاب المتفوقين - إلى أنهم يتوقعون ألا يحصلوا على الدرجة الكاملة. وفي جانب آخر، عبر طلاب العلوم الشرعية والعربية عن ارتياحهم بصفةٍ عامة لأسئلة مادة"الفقه"، التي كانت المادة الوحيدة التي اختبروا فيها أمس نظراً إلى طولها وصعوبتها، ولكنها، كما عبر الطالبان محمد الغامدي وعلي الحربي وغيرهما، جاءت واضحة ومباشرة، وكانت في مستوى قدرات الجميع. إجراءات مشددة لمنع الأخطاء ... و" ضبط الجودة"تراجع الأسئلة قبل التصوير وبعده قال المدير العام للاختبارات فهد المهيزع إن مرحلة ضبط الجودة مارست عملها مرتين، في وقت مبكر قبل بدء الاختبارات"الأولى قبل تصوير الأسئلة، والثانية بعد التصوير، وذلك للتأكد من مطابقة الأسئلة، وعدم حصول أخطاء أثناء التصوير، سواء كانت علمية، أم لغوية، أم في الشكل العام للأسئلة والإخراج ووضوح الأسئلة". وكان نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور سعيد بن محمد المليص، وجّه باتخاذ أسلوب جديد هذا العام في إعداد أسئلة الثانوية العامة، إذ تمر عملية الإعداد بثلاث مراحل"الأولى أن يضعها متخصصون في المادة، والمرحلة الثانية مراجعة الأسئلة للتأكيد من سلامتها من الأخطاء، ومناسبتها لقدرات الطلاب، وشموليتها لكامل المقرر، والمرحلة الثالثة عرض الأسئلة على لجنة ضبط الجودة التي تقوم بدور مهم يتعلق بالتأكد من أن الأسئلة تقيس بالفعل الجوانب العلمية، والتربوية المراد قياسها، والتي يمكن الحكم بموجبها على عدالة الدرجة الممنوحة للطالب، وألا تتضمن فقرات غامضة يصعب فهمها، أو تحتمل تفسيرات تختلف مع وجهة السؤال". من جهته، شدد المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياضبنين عبدالعزيز الدبيان على عدم تسليم أسئلة المرحلة الثانوية الصف الثالث الثانوي إلا لمديري المدارس فقط، مؤكداً أن موعد تسليم الأسئلة سيكون في الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الواحدة ظهراً طوال أيام الاختبارات النهائية والتي تمتد إلى أسبوعين، اعتباراً من أمس السبت. وكان تسليم الأسئلة بدءاً من يوم الأربعاء الماضي لاختبار يوم السبت. وأشار الدبيان إلى ضرورة حضور مدير المدرسة شخصياً إلى مقر مركز اختبارات الثانوية العامة في الرياض الواقع في المربع جوار الوحدة الصحية.