أكد أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أن ملتقى شباب الأعمال وغيره من القطاعات المعنية بالشباب في المملكة مطالبة بالسعي لصياغة رؤية واضحة، ترسم معالم الطريق للمستقبل أمام الشباب، وإيجاد آليات فعالة لإعداد وصقل أجيال مؤهلة من الشباب لارتياد عالم التجارة والمال والأعمال، وخدمة الاقتصاد الوطني, ودعا في هذا الإطار الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالشباب إلى أن يمدوا أيديهم للشباب، وأن يضعوا الحلول العملية والواقعية لمشكلاتهم. وأشاد في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم يماني، في افتتاح الملتقى أمس، بتبني الغرفة التجارية الصناعية في الرياض تنظيم هذا الملتقى، مشيراً إلى أنه ينسجم ويتواكب مع توجيهات قيادتنا الرشيدة نحو تشجيع الشباب على الإسهام بدور نشط وفعال في تطوير المستقبل الاقتصادي للمملكة, خصوصاً في هذه المرحلة التي تتجه فيها الدولة إلى بناء منظومة المدن الاقتصادية العملاقة التي تحمل بشائر واعدة للمستقبل الاقتصادي للمملكة والأجيال المقبلة. ودعا الأمير سلمان الجميع إلى العمل من أجل الإسهام بدور فعال في بناء وإدارة وتشغيل هذه الركائز الاقتصادية الكبرى، في إشارة إلى المدن الاقتصادية، التي قال إنها تتسع للكثير من الطموحات والعقول والسواعد الوطنية الشابة على وجه الخصوص, إضافة إلى ما نواجهه من تحديات عصر العولمة والمنافسة الحادة التي تتطلب إعداد جيل واعٍ من الشباب القادر على التعامل معها بكفاءة. وكان وزير التجارة افتتح أمس الأحد، نيابة عن الامير سلمان، فعاليات"ملتقى شباب الأعمال2007"، الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية في الرياض ويستمر يومين، في حضور حشد من الخبراء الاقتصاديين ورجال الدولة وشبان وفتيات الأعمال. ومن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبدالرحمن بن علي الجريسي في كلمته في افتتاح الملتقى، أن التطورات والمعطيات الاقتصادية والتنموية التي تعيشها المملكة حالياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ومنظومة المدن الاقتصادية والمشاريع التنموية، ستفتح آفاقاً واعدة وتتيح فرصاً لشبابنا، وتبشرهم بمستقبل أكثر إشراقاً, ودعا الجريسي الشباب السعودي إلى التهيؤ لهذه المرحلة، وأن يستجيب لما تعده له الدولة. وأضاف الجريسي أن الغرفة حشدت للملتقى نخبة بارزة من الخبراء والمتخصصين ورجال الأعمال والمال البارزين، والجهات الحكومية والخاصة، وجهات التمويل المعنية بالشباب، من أجل وضع علامات مضيئة على طريق شبان وفتيات الأعمال، كي ينطلقوا إلى عالم الطموح والنجاح. وكان الملتقى بدأ جلساته العلمية مساء أمس، وكانت أولى الجلسات بعنوان"تهيئة شباب الأعمال"، وترأسها رئيس تحرير صحيفة"الاقتصادية"الأستاذ عبدالوهاب الفايز واشتملت على ثلاث أوراق عمل، قدم أولاها محمد بن عبدالله القويز الشريك في شركة دراية المالية واستعرض خلالها دراسة أعدتها غرفة الرياض بعنوان"واقع شباب الأعمال في إدارة منشآتهم الاقتصادية", تناولت القضايا الجوهرية التي تواجه قاعدة شباب الأعمال، فأشار إلى ما ذكره العديد من شباب الأعمال من عدم رضاهم عن الكثير من الأمور الهيكلية والنظامية، التي يشعرون بأنها تعوق انطلاقهم وتطورهم، وخلصت الدراسة إلى أن العديد من معوقات نمو وازدهار قاعدة شباب الأعمال تعود لأسباب ذاتية، وتتمحور بصفة أساسية حول افتقار الشباب إلى التركيز في أعمالهم, نظراً إلى الطابع الفردي للكثير من مشاريعهم، وعدم تناسب هذه المشاريع مع خبراتهم في بعض الأحيان، إضافة إلى انعدام شبكات المساندة المهنية والمجتمعية لهم, ولهذا فإن الدراسة تطرح فكرة"ابدأ بنفسك"، وقال القويز: لماذا لا يبدأ الشباب بأنفسهم أولاً فيطورون ذواتهم وقدراتهم وعلاقاتهم، قبل أن يطالبوا بأساليب الدعم المختلفة؟! كما خرجت التوصيات بأنه على رغم أهمية إجراء التحسينات الهيكلية والنظامية، إلا أنه ينبغي على شباب الأعمال الالتفات إلى ضرورة اعتماد أسلوب الإصلاح الذاتي، من خلال المزيد من التركيز على عمل واحد، وعدم بعثرة جهود شباب الأعمال بين المشاريع المختلفة. ثم قدم الرئيس التنفيذي لشركة الحاج حسين علي رضا علي حسين علي رضا ورقة عمل بعنوان"دور الشباب في استمرارية الشركات العائلية"، تحدث فيها عن الشركات العائلية وجهود تحقيق الاستقرار لها خصوصاً بعد تولي الجيل الثاني المسؤولية من الجيل الأول المؤسس, ويرى رضا أهمية استخدام الخبرة الخارجية من خلال اللجوء لتعيين مديرين خارجيين وأعضاء مجلس إدارة ومستشارين من خارج العائلة، وذلك لتلافي تأثير علاقة أصحاب الملكية في إدارة الشركة. كما أوصى رضا من خلال ورقة العمل التي قدمها، بأهمية اتخاذ مجلس الإدارة هيئة مهنية, عن طريق الانتقال إلى مجلس إدارة متوازن, وأعضاء مجلس إدارة ثنائي الطبقات. أما ورقة العمل الثالثة في هذه الجلسة فقد قدمها المدير العام للموارد البشرية في المجموعة السعودية للأبحاث والنشر بليهيد بن ناصر البليهيد بعنوان:"تهيئة القيادات الشابة". ثم عقدت الجلسة الثانية برئاسة المدير العام للتحرير في صحيفة"الحياة"في السعودية والخليج الزميل جميل الذيابي، وتحدث خلالها ثلاثة متحدثين، كان أولهم مستشار المدير العام المساعد للاستثمارات المحلية وتطوير الأعمال في شركة المملكة القابضة الدكتور عبدالرحمن المفرح الذي قدم ورقة عمل بعنوان"تهيئة القيادات الشابة"تناول فيها الأسس والآليات التي تكفل تهيئة القيادات الشابة والصفات التي يتوجب على القيادات الشابة أن يتحلوا بها، كما تحدث عن منظومة إعداد القادة في المملكة والآليات التي يجب اتباعها في هذا المجال مع مراعاة المتغيرات المحلية والعالمية. ثم تطرق إلى الأسس التي يبني عليها اختيار القيادات الشابة، والإيجابيات التي يجنيها المجتمع جراء تهيئة الجيل الثاني من القيادات الشابة، وأشار إلى العوامل المؤثرة في تهيئة القادة الشبان، ومنها التدريب كعنصر رئيسي وآلية اكتساب الخبرات الضرورية، وأهمية امتلاك القيادات الشابة لمهارات الاتصال والتعامل الواعي مع المتغيرات المحلية والعالمية ودور القيادات الشابة في برامج التنمية الاقتصادية في المملكة وتأثيرات العولمة الاقتصادية وتحدياتها على تهيئة القيادات الشابة. وألقى الرئيس التنفيذي لشركة ركيزة المدينة الاقتصادية المهندس عبدالله بن جميل طيبة كلمة بعنوان"روح المبادرة التجارية وتأثيرها على التنمية الاقتصادية"، من خلال التطبيق على مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، وأوضح طيبة أن شركة ركيزة باعتبارها المطور الرئيسي للمدينة تسعى إلى التعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة من أجل بلورة الأفكار والرؤى لتنمية روح المبادرة في المدينة حال إنشائها. ورأى طيبة أن روح المبادرة موجودة في كل مكان لكن السياسات الحكومية لا تخلق هذه الروح إنما بإمكانها استحداث الآليات التي تحفز على تنميتها من خلال الشفافية والمسؤولية أمام الجهات ذات العلاقة وعدم إهدار الموارد وإيجاد البيئة التي تساعد الأعمال المنتجة على الظهور للجميع، مؤكداً أن ركيزة تعمل من خلال مبادرة في هذا الإطار على تحويل روح المبادرة إلى واقع ملموس. ثم قدم رئيس مجلس إدارة شركة ركيزة القابضة المهندس عبدالله الرخيص ورقة عمل بعنوان"تطوير روح المبادرة كمحرك اقتصادي للمنافسة في الاقتصاد العالمي"استعرض خلالها في البداية خلفية عامة عن روح المبادرة وأوضح فيها ضرورة تشجيع الشباب على تولي زمام المبادرة والانخراط في الأعمال التجارية المستقبلية، وكذلك تحفيزهم على تبني التفكير الإبداعي في العمل التجاري من خلال إثراء وتطوير روح المبادرة التجارية وإطلاق الطاقات الكامنة بداخلهم.