تفاقمت أزمة انقطاع المياه لليوم الثالث على التوالي في محافظة الجبيل، وبخاصة في الأحياء الجنوبية التي تشهد كثافةً عاليةً من السكان. ولم يشفع للمدينة وجود أكبر محطة تحلية مياه في العالم، لتجنيبها انقطاع الماء عنها، الذي يُعد المرة الأولى التي تشهد فيها المحافظة انقطاعاً يستمر ثلاثة أيام متتالية، إذ عادةً ما تنقطع المياه ليوم واحد، حتى تعود مرة أخرى، وما زاد من معاناة ساكني الأحياء، عدم إخبارهم بانقطاع المياه أو إشعارهم في وقت سابق. ولم تؤد اتصالات الأهالي، الذين تجمهر عدد منهم أمام مكتب البلاغات في مصلحة المياه أمس، إلى أي نتيجة تُذكر، وخصوصاً أن الأرقام المخصصة للإبلاغ عن أي مشكلة في المياه، لا أحد يرد عليها من الطرف الآخر، بما فيها رقم الطوارئ في الشرقية. وتفاجأ المتوجهون إلى مكتب البلاغات، ظهر أمس، بعدم وجود أي موظف في استقبالهم، كما قال فهد الحربي، مضيفاً أن"انقطاع المياه بدأ من مساء الثلثاء الماضي، من دون إنذار أو إشعار مسبق". وأوضح"لم نجد أي تجاوب من الأرقام المخصصة للبلاغات، وحين اتصلنا برقم الطوارئ في المنطقة الشرقية، لم نجد رداً أيضاً". وتساءل محمد الغامدي، كيف تستطيع عائلة العيش في ظل انقطاع المياه لمدة ثلاثة أيام؟ وبخاصة إذا كان المنزل يضم أطفالاً صغاراً أو كباراً في السن أو مرضى؟، معتبراً المشكلة"سابقةً خطرةً في المحافظة التي تُعرف بتميز خدماتها". وقال سالم المحمادي:"في السابق، كانت المياه تنقطع لمدة يوم أو يوم ونصف اليوم على أكثر الأحوال، ولكن أن تنقطع ثلاثة أيام متواصلة، ومن دون أن نلقى رداً أو إشعاراً، فهذا يعتبر إجحافاً واستهانةً بالأهالي الساكنين في الأحياء"، مضيفاً أن"الإشعار بقطع المياه، سيجعل الساكنين يحتاطون لما سيأتي، عبر التزود بالمياه من الشركات الخاصة التي تنقل المياه في صهاريج إلى المنازل". وذكر أن"كثيراً من الأهالي بالكاد يستطيع تحمل الوضع، وبخاصة أنه طال أكثر من اللازم". وحاولت"الحياة"الاتصال بالأرقام المخصصة للبلاغات، في الجبيل، إلا أنها لم تلق رداً. وأكد مصدر في المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية أن"الانقطاع في الأيام الماضية يعود إلى إجراء عملية صيانة طارئة، في خزانات التحلية"، مطالباً الأهالي ب"وضع خزانات أرضية في منازلهم لتفادي مثل هذه المشكلات"، واصفاً الانقطاع بأنه"أمر عادي، بل هو فترة ضعف وليس انقطاعاً". وعلى رغم وجود أكبر محطة تحلية مياه في العالم في الجبيل، إلا أن حاجة المدينة من المياه ما زالت في حدود 33 ألف لتر مكعب منذ 20 عاماً، ولم تشهد تغيراً، فيما قدر خبراء حاجتها الفعلية بأكثر من 40 ألف لتر مكعب.