تستمتع وأنت تشاهد الجماهير الكروية تحتشد خلف فريقها لتؤازره وتدعمه، وتقف وراء انتصاراته، وتعيش لحظات الفرح والحزن والسعادة والألم مع"معشوقها"لحظة بلحظة وثانية بثانية. يطربني هذا العشق وهذا الحب الكبير، هذا النوع من العلاقة الآخاذة التي تلهب أفئدة اللاعبين، وتذكي لهيب الشوق إلى هز الشباك في قلوب المهاجمين، هذا العشق الآخاذ أحد أهم أسرار تفوق أندية على أخرى وسر الأسرار في تفوق فرق على أخرى. أسرتني أمواج المشجعين ومدهم وجزرهم وأنا أبحث عن أغنية فريق ليفربول الانكليزي You'll Never Walk Alone، تذكرت جماهيرنا الحبيبة و?"يأكلك حبة حبة"وتذكرت جماهير"يا ويلوه"، تذكرت"آوووه يا موج البحر".... تذكرت الجماهير النصراوية ولوحات"جايك من الجوف يا من في الجوف"... شريط طويل بكافة أطياف وألوان الأندية. ورغم أنني أرى أن روابط الأندية السعودية بدأت تأخذ أخيراً منحى مختلفاً في أسلوب تشجيعها وطريقة وآلية مؤازرتها لفرقها، من خلال دعم واستثمار الشركات أو اهتمام أعضاء الشرف ومجالس الأندية، وهو تحول أعتقد بأنه إيجابي، إذ يحول التشجيع الجماهيري من مجرد عمل عشوائي يقوم به زيد أو عبيد، ويرسم"موسيقاه"و"نغمته"من أمسك بالمايكرفون إلى عمل منظم يقوده أعضاء مجالس إدارة أو أعضاء شرف أو حتى مجالس جماهيرية منظمة تخلق روحاً وبعداً جديداً للعملية التشجيعية. إذا كان هناك من يشير إلى أن هذا الموسم شهد تحولاً في العملية الاستثمارية أو في المنافسة على الصدارة أو في شدة المنافسة على الهروب من شبح الهبوط، فإنني أرى أن التنظيمات الجماهيرية هي الأبرز هذا الموسم، وبزعمي أن منتديات الإنترنت كانت الشرارة الأولى التي قدحت العملية التنظيمية في أذهان الجماهير الرياضية. شاهدوا معي هذا الموسم كيف كان للجماهير الاتفاقية دور كبير في القيام بتسجيل أغنية جديدة للفريق، وإرسالها إلى قناة راديو وتلفزيون العرب قبل نهائي بطولة الخليج، لتكون خلفية تزف بها لقطات الفريق وهو يرفع كأس البطولة، شاهدوا معي كيف قامت الجماهير النصراوية باستقطاب"العمدة"لدعم الفريق، شاهدوا معي كيف قامت الجماهير الهلالية بالأمواج المكسيكية، شاهدوا معي جماهير الأهلي وهي تصدر شريط"يا ويله"يوم النهائي الكبير، شاهدوا الجماهير الاتحادية وهي تؤازر فريقها في نهائي كأس ولي العهد بعد خسارة كأس الأمير فيصل. الجماهير هم متعة كرة القدم الحقيقية، بلا جمهور لا تسأل عن ياسر القحطاني ولا عن الحارثي ولا عن إدريس ولا عن معاذ. أخيراً، قصيدة الجماهير تحتاج إلى شاعر فنان، ينجح في صياغتها، ويجب أن نعلم جماهيرنا كيف يستمتعون، أقول ذلك وأنا أقرأ خبراً عن"جلد"مشجعين بسبب تجاوزهم للنظام. [email protected]