احتفلت جماهير نادي لاتسيو الإيطالي بخسارة فريقها أمام إنترميلان بهدفين من دون رد، أما سبب الفرحة فيعود إلى أن فوز الإنتر أدى إلى انتزاعه الصدارة من روما الغريم التقليدي للاتسيو. أتفهم هذا التصرف من جماهير «متعصبة» لا تفكر في فريقها، وإنما تفكر في «الخصم التقليدي»، بدرجة تفوق أحياناً الاهتمام بالفريق، وهذا مركب نقص يتنامى ويتزايد متى ما وجد ما يؤازره من دعائم، سواء على صعيد التصريحات أو المواقف. بعد قضية لاتسيو، شاهدنا محلياً عضو شرف نصراوياً بارزاً يصفق فرحاً بحصول محترف الهلال الروماني رادوي على البطاقة الصفراء، التي ستحرمه من المشاركة في النهائي ضد نادي الاتحاد، وهنا فمبعث الفرحة كان خسارة الخصم، على رغم أن الموقف برمته يدعو للحزن والكآبة، كون فريق عضو الشرف كان يعيش مرارة الخروج من الموسم خالي الوفاض. أؤمن بأن حب التفوق على الطرف المقابل جزء من روح المنافسة، بل ودافع لتقديم الأفضل، لكن أزمة الفكر النصراوي ما زالت تتمسك بالتفكير في الآخر، بما يفوق الاهتمام بالشأن الخاص والداخلي. أتحدث عن حال «التصفيق»، لأنها لم تنبع من مدرجات الجماهير، بل من مسؤول يسهم في تشكيل المفهوم الإداري في نادي النصر بشكل مباشر أو غير مباشر. لا نطالب النصراويين ب«عشق» الهلال، أو الهيام بنجومه وإنجازاته، ولكن حب النصر يجب أن يتم التعبير عنه بطريقة تصب في مصلحة «الأصفر»، لا بطريقة تتجه نحو الابتهاج بتأذي «الخصم»، لأنه حتى لو لم يحقق الهلال بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، فإن ذلك لن يصب في مصلحة النصر. ما يعيشه عضو الشرف «المصفق» والعديد من جماهير النصر هو نمط من أنماط التفكير «السلبي»، يجب أن يدرس مسيرو النصر كيفية التخلص منه، وإلا فإن الحال ستصل إلى حال جماهير لاتسيو التي عزفت ألحان الفرح والبهجة، و«صفّقت» لانتصار إنترميلان، على رغم أن فريقها بدأ يخطو باتجاه الهبوط إلى دوري «المظاليم». [email protected]