حمّل رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى الحرس الوطني بجدة الدكتور عبدالحليم كنسارة أساليب الحياة الخاطئة مسؤولية ارتفاع معدلات الإصابة بضغط الدم لدى السعوديين في السنوات الأخيرة. وقال ل"الحياة":"إن 90 في المئة من الإصابات بضغط الدم غير معروفة الأسباب، ولكن اثبتت الدراسات وجود عوامل مساعدة تلعب دوراً رئيساً في الإصابة بالمرض". وأضاف"من تلك العوامل المساعدة على زيادة معدلات الإصابة بضغط الدم، تغير بعض الأنماط المعيشية للسعوديين، ومنها تناول الملح بكميات زائدة في الطعام، وزيادة الوزن، والتدخين، والإصابة بمرض السكري". مشيراً إلى أن مرض الضغط من الأمراض المزمنة والتي لا تكتشف إلا بواسطة قياس معدل ضغط الدم لدى الفرد، وقال:" إن 30 في المئة من مرضى السكري يصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم، وتتراوح نسب الإصابة به بين المدخنين من 25 إلى 35 في المئة". وعن نسب الإصابة به في السعودية، قال كنسارة:"للأسف الشديد ليست هناك إحصاءات دقيقة عن معدلات الإصابة بمرض ضغط الدم، خصوصاً أنه لا توجد أعراض لهذا المرض، وفي الغالب يتم اكتشاف حالات ضغط الدم أثناء قياسه في حال إصابة الشخص بمرض آخر". مشيراً إلى أن حالات الإصابة معروفة الأسباب لا تتجاوز ال10 في المئة، وقال:"هناك عوامل عدة تسهم في الإصابة بمرض ضغط الدم، ويطلق عليه"ضغط الدم الثانوي"، منها تعاطي أنواع عدة من الأدوية، خصوصاً تلك المحفزة لعمل الجهاز العصبي في الجسم، وأدوية الربو وعلاج الروماتيزم وآلام العضلات، والمصابون بمرض الفشل الكلوي، أو الذين يعانون من مشكلات في عمل الغدة الجاركلوية، إضافة إلى المصابين بضيق في الشريان الأبهر". وأكد الدكتور كنسارة أهمية علاج مرض ضغط الدم، وعدم إيقاف العلاج، حتى وإن وصل المريض للحد الطبيعي للضغط، وقال:"مرض الضغط من الأمراض المزمنة والعلاج يوصل الفرد إلى الحد الطبيعي للضغط، ولكن لا يمكن للمريض من إيقاف العلاج في أي حال من الأحوال، ففي الغالب يعمل الطبيب المعالج على تعديل جرعات الدواء تدريجياً للمريض بما يتناسب مع حاله". لافتاً إلى أن إيقاف المريض العلاج من ذاته يعرضه للإصابة بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية، وقال:"يسهم علاج مرض ضغط الدم في تقليل حدوث الجلطات الدماغية بنسب تتراوح ما بين 35 إلى 40 في المئة، وتقليل التعرض للأزمات القلبية بنسبة 25 في المئة، وتقليل حدوث مرض الفشل الكلوي نسبة 30 في المئة". موضحاً أن تعديل أساليب الحياة وأنماط المعيشة للفرد يساعد في انخفاض ضغط الدم في حال ارتفاعه، كما أنها تساعد في خفض جرعات الدواء التي يحتاجها المريض، وقال:"إن تخفيف نسبة الملح في الطعام وتخفيض الوزن وممارسة الرياضة وكذلك الإقلاع عن التدخين يسهم بشكل كبير في ضبط معدلات ضغط الدم داخل الجسم". وأضاف:"إن خفض الوزن بمعدل أربعة كيلو غرامات يسهم في خفض معدل الضغط من خمسة إلى سبعة ملليمتر زئبقي". وخبير يحذّر من ارتفاع عدد مرضى القلب بنسبة 30 في المئة كشف رئيس قسم أمراض وجراحة القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في محافظة جدة الدكتور ناصر بن عبدالله مهدي ل"الحياة"، عن إمكان زيادة نسبة مرضى القلب في السعودية خلال الأعوام العشرة المقبلة بنسبة تزيد على 30 في المئة. واستند الدكتور مهدي في تقديراته على إحصاء أجري قبل عامين في السعودية، حدد نسبة البدناء من السكان بأكثر من 41 في المئة، والمدخنين بنسبة 25 في المئة، والذين يشكون من ارتفاع في ضغط الدم بأكثر من 35 في المئة، ومن يعانون من انخفاض الكوليسترول الحميد إلى نسبة تصل إلى 50 في المئة، مشيراً إلى أن أي تأخر في علاج هؤلاء المرضى وتوعيتهم بهذه الأعراض سيؤدي حتماً لإصابتهم بأمراض القلب. وأعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي عن عزمه إطلاق حملة للتوعية هي السادسة من نوعها على التوالي، تحت شعار:"كيف تحافظ على صحة قلبك"، وتنطلق فعالياتها غداً الأربعاء من أحد المراكز التجارية في محافظة جدة. وقال مهدي، وهو رئيس اللجنة المنظمة للحملة:"إن هدف إطلاق الحملة هو التوعية بالأخطار التي تهدد صحة القلب ولا يتنبه لها الإنسان، وستصاحبها عيادة متنقلة تضم عدداً من أطباء المستشفى يقومون بفحص مجاني للكوليسترول ونسبة السكر وضغط الدم، والدهون الثلاثية في الدم وكتلة الجسم، وتقدير احتمال الإصابة بأمراض القلب في السنوات العشر المقبلة لكل متقدم للفحص، إضافة إلى اختبار لجهد القلب، وطريقة التعامل مع الضغط النفسي اليومي، وكيفية الإنعاش القلبي الرئوي". وانتقد مهدي عدم وجود برامج نشطة في الوقاية الأولية في السعودية قائلاً:"إن الاهتمام منصب على الأيام العالمية التي تعلنها منظمة الصحة العالمية، وبرامج الوقاية السنوية التي ربما لا تفيد المستهدفين إلا بعد وقوعهم في المرض"، مشيراً إلى توجه مستشفيي الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياضوجدة للاهتمام ببرامج الوقاية الأولية، خصوصاً ما يتعلق بأمراض القلب التي تشهد ازدياداً واضحاً في الانتشار داخل أوساط السعوديين. ودورة أولى للمهارات الجراحية الأساسية في"صحية الحرس" انطلقت الدورة الأولى للمهارات الجراحية الأساسية والتي ينظمها قسم النساء والولادة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني بجدة، أمس وتستمر ثلاثة أيام. وتهدف الدورة إلى تزويد أطباء الامتياز والمقيمين بالتدريب العملي اللازم لتنمية المهارات الجراحية لديهم. وقال رئيس قسم النساء والولادة الدكتور فهد خليفة في كلمة الافتتاح:"إن الدورة تشتمل على العديد من المحاور ذات الأهمية في مجال الجراحات الأساسية مثل أسس التعامل في غرف العمليات وأنواع الخيوط الطبية والإبر المستخدمة في الجراحات المختلفة، وكيفية استخدام الأدوات الجراحية المختلفة، وعلاقة التخدير بالجراحة والتوصيلات المعوية وتوصيلات الأوعية الدموية". موضحاً أن الدورة تصاحبها فعاليات عدة من ورش عمل تطبيقية وورش عمل عن تعليم المهارات ومبادئ الجراحة الأساسية التي تشمل الربط بطريقة اليد، واستخدام الأدوات الجراحية، إضافة إلى ورش عمل أخرى عن تنظيف وتضميد الجروح، والتقنيات المستخدمة في جراحة التجميل وطريقة لبس زي العمليات والقفازات داخل غرف العمليات.