قدرت مصادر طبية عدد السعوديين المصابين بضغط الدم بنحو 20 في المئة، واعتبرت المرض أحد أهم أمراض العصر وأخطرها. وأخطر ما يواجهه المرضى الجلطات. ويتسلل المرض إلى الجسم من دون أن يضع أمامه علامات لكي يتفاداه المصاب، ولا يعلن عن وجوده إلا بعد أن يتمكن من الجسم، مسبباً مصاعب كثيرة. وما يدعو إلى الغرابة أن 90 في المئة من أسباب المرض غير معروفة. وعادة يفاجئ المرض المصاب ب"انتكاسات صحية وخيمة، تفضي إلى إدخاله دوامة من المعاناة الجسدية، إن لم يتم التعامل مع المرض بحزم منذ البداية". وتذكر منظمة"الصحة العالمية"- كما نقلت عن جمعية"القلب الأميركية"مجلة"التخصصي"في عددها الرابع والصادر عن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث - أن"ضغط الدم ينتج من التفاعل بين ما يضخه القلب من كمية الدم والمقاومة الطرفية للأوعية الدموية". ويعد ضغط الدم طبيعياً بالنسبة إلى البالغين حين يكون في الغالب 120-80 ملليمتراً زئبقياً، فيما يُعَدّ الشخص مصاباً حين تكون قراءة ضغط الدم أعلى من 140-90 ملليمتراً زئبقياً باستمرار. إلا أن استشاري الطب الباطني في مستشفى الملك فيصل التخصصي رئيس المجموعة السعودية لرعاية ضغط الدم الدكتور عثمان الفريح يقول:"هناك نقطة يجيب توضيحها، وهي عدم الجزم بأن رقم 140 أو 120 يدل على أنه الرقم الطبيعي"، موضحاً أنْ"ليس هناك رقم محدد ينطبق على جميع الناس، لنقول إن هذا الشخص طبيعي أم لا، وإنما هو رقم اتفق عليه بين الأطباء"، مشيراً إلى وجود اتجاه في"اعتبار المعدل الطبيعي بين 120 و140 في ضغط الدم الانبساطي، وبين 85 و90 في الانقباضي، كحالة ومقدمات ارتفاع الضغط". ويحدث ضغط الدم"عند تضيق عروق الدم، ما يجعل قوة ضخ الدم تزداد فيها". ويقول الفريح:"إن ما نسبته 90 إلى 95 في المئة من أسباب الإصابة غير معروفة علمياً حتى الآن، وتسمى بضغط الدم الأوليّ أو مجهولة السبب"، ويرى أن"الاستعداد الوراثي ربما يكون أحد أهم الأسباب، مع أنه ليس العامل الأساسي". ويشير إلى أن"ملح الطعام ليس سبباً رئيساً في رفع ضغط الدم، لكن التقليل منه يساعد في العلاج". وتبلغ نسبة المصابين في المملكة نحو 20 في المئة بحسب دراسة قامت بها وزارة الصحة العالمية، وتتقارب معدلات الإصابة بين الجنسين. ويلفت إلى أن"الدراسة كشفت عن نسبة أخرى مزعجة، يجب الانتباه إليها، وهي متعلقة بفئة الشباب صغار السن، اقل من 30 عاماً، وهي أن نحو 39 في المئة من السكان لديهم القابلية للإصابة مستقبلاً"، وتشير الدراسة إلى أن نصف سكان العالم فوق 50 سنة مصابون بضغط الدم". وأشار إلى"أنه لا يمكن علاج ضغط الدم من طريق التدخل الجراحي، نظراً إلى تضييق العروق المسببة للمرض، وهي تحدث عادة في كامل عروق الجسم حتى الدقيقة منها التي لا ترى إلا من خلال المجهر"، وأكد أن"ضغط الدم يرتبط بأمراض أخرى، مثل السمنة والسكري وتصلب الشرايين التاجية في القلب، وارتفاع الكوليسترول"، معتبراً"التدخين عاملاً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، لكنه ليس الوحيد". +