حذرت سورية من أنها سترد على أي دولة تعترف رسميا بالمجلس الوطني السوري وذلك في خطوة لمنع المعارضة من نيل «اعتراف سياسي» دولي قد يساعدها لاحقا في مسعى تغيير النظام، فيما كرر الرئيس بشار الأسد ان الحكومة تعمل في إتجاه الإصلاح السياسي مع إنهاء المظاهر المسلحة. في موازة ذلك، قال ناشطون وشهود إن اربعة مدنيين قتلوا أمس برصاص الاجهزة الامنية في ريف دمشق وفي حماة. كما تحدثوا عن انتشار أمني واسع في محيط حمص ومخاوف من عمليات أمنية جديدة في المدينة. وحذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مع وزراء من خمس دول من اميركا اللاتينية يزورون سورية لإظهار الدعم للسلطات، دول العالم من مغبة الاعتراف بالمجلس الوطني المعارض. وقال: «أي دولة تعترف بالمجلس السوري المعارض سنتخذ منها اجراءات مشددة» من دون تفاصيل اضافية. كما انتقد المعلم الدول الأوروبية التي هاجم فيها محتجون سفارات سورية، قائلا ان «حركة التخريب والعنف انتقلت لتشمل البعثات الديبلوماسية السورية في الخارج والدول التي تتواجد فيها هذه البعثات تقع على عاتقها مهمة حمايتها»، محذرا من أن دمشق سيكون لها الرد نفسه اذا حدث هذا على أراضيها. وعن اغتيال المعارض السوري البارز مشعل تمو، قال المعلم «أؤكد لكم أن مجموعة إرهابية هي التي اغتالت الشهيد مشعل تمو... هذا الرجل المعارض وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي والهدف افتعال فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طوال الأزمة نموذجا للتعايش والإخاء بين سكانها». في موازة ذلك قال فارس تمو، أبن المعارض السوري الذي اغتيل على ايدي مجهولين في منزله، إن اغتيال والده سيشجع المزيد من الاكراد السوريين على النزول للشارع. واوضح فارس في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس» أمس ان «رسالتنا هي ان الثورة يجب ان تتواصل بحضور او بغياب أبي... النضال سيتواصل حتى التخلص من الديكتاتورية في سورية». ميدانيا، قال ناشطون وشهود إن اربعة مدنيين قتلوا برصاص الاجهزة الامنية في ريف دمشق خلال تشييع جنازة، وفي حماة في مواجهات بين معارضين وقوى الامن. كما أفاد الناشطون ان قوات عسكرية كبيرة ما زالت تواصل انتشارها في محيط مدينة حمص في ظل قطع الاتصالات عن معظم احياء المدينة. وقال الناشطون إن جنودا ينتشرون بأعداد كبيرة قرب مصفاة حمص وعلى الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة. من ناحيتها، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية أن الحكومة العراقية تدعم سياسياً ومالياً النظام السوري، على غرار ما تفعل إيران. وقالت ان بغداد تستضيف حالياً وفدين سوريين، ووقّعت معهم اتفاقات لتوسيع العلاقات التجارية. وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرات القادة العراقيين جاءت متعارضة مع مساعي الولاياتالمتحدة لكسب تأييد حلفائها فى الشرق الأوسط في إطار حملتها لعزل النظام السوري ما يشكل إحراجاً بالغاً للرئيس الاميركي باراك اوباما. وفي برلين، دان وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيلله أمس الاعتداء الذي تعرضت له السفارة السورية في برلين. وقال ناطق باسم الوزارة إن فيسترفيلله بحث الأمر مع وزير داخلية ولاية برلين إرهارت كورتينغ واتفقا على بذل كل جهد ممكن لمنع تكرار الحادث. وكانت السفارة السورية في برلين وقنصليتها في هامبورغ وسفاراتيها في لندن وفيينا، ومقر بعثتها الدائمة في الأممالمتحدة في جنيف قد تعرضوا خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية إلى هجمات من قبل معارضين ومواطنين سوريين بعد اغتيال تمو.