على رغم أن الكثيرين يقدمون على العمل التطوعي لشعورهم بالواجب الديني، إلا أن البعض يرى أن هنالك من يتجه للعمل التطوعي بحثاً عن الوجاهة الاجتماعية، وبحسب المدير العام للإشراف الاجتماعي النسائي في منطقة مكةالمكرمة نورة آل الشيخ فإن من يبحث عن الوجاهة لا يكون موجوداً باستمرار في الأعمال الخيرية، وقالت:"من يسعى إلى الوجاهة الاجتماعية من خلال تبنيه بعض الأعمال الخيرية لا يكون موجوداً في الساحة الاجتماعية بصفة مستمرة، ولا يكون عضواً دائماً في الجهات الاجتماعية". وأضافت:"نحن في حاجة في العمل الاجتماعي حتى لهؤلاء الذين يمارسون الوجاهة الاجتماعية من خلال تبنيهم بعض الأعمال الخيرية، خصوصاً ان العمل الخيري بحاجة لعطائهم في كل مجالات الأعمال الخيرية". ولا تقتصر الحاجة للعمل الاجتماعي على المساعدات المالية فبحسب آل الشيخ فالعمل الاجتماعي في السعودية بحاجة ماسة للمتطوعون، وقالت:"المتطوعين هم الركيزة الأساسية للعمل الاجتماعي، خصوصاً العاملين في الميدان، فنحن بحاجة ماسة إلى زيادة عددهم بوجه عام، والكفاءات الشابة على وجه الخصوص". وقالت"إن العمل التطوعي يعبر عن مكامن الخير في الطبيعة الإنسانية عموماً، وفي المجتمع المسلم خصوصاً هذه الظاهر جزء من التركيبة النفسية الاجتماعية للفرد وهي إحدى وسائله لإرضاء الله والتقرب منه". وتستطرد في هذا الموضوع:"لهذه الأسباب تعتبر دوافع التطوع قوية وسهلة الاستثارة، ولكنها تحتاج إلى البيئة العملية الملائمة والتوجيه السليم والوسائل الحكيمة، وهذا الأمر يمثل تحدياً للمؤسسات الخيرية التي تستقطب المتطوعين، وعلى القائمين على هذه المؤسسات تقع مسؤولية محددة لاكتشاف أفضل السبل للتعامل مع المتطوعين، وأن تتوافر لديهم نقاط ثلاث أساسية هي الخلفية المعرفية، والاتجاه الصحيح، والقدرات والمهارات المطلوبة". وتؤكد أستاذة الدراسات الإسلامية في كلية التربية للبنات في جدة الدكتورة سناء عابد أهمية استقطاب المتطوعين وتشير إلى أن فوائد الأعمال التطوعية لا تعود على المحتاجين فقط بل تمتد إلى المتطوعين أنفسهم، خصوصاً أنها تعالج كثيراً من أمراض الاكتئاب والقلق النفسي. وقالت:"أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني العمل الصالح عند كل المجموعات البشرية".