وصف محللون سياسيون خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى أول من أمس، بأنه استمرار للنهج السعودي في جمع الكلمة العربية والإسلامية والسعي نحو توحيد الصف لوضع حلول حقيقية لقضاياهم من دون اللجوء الى"أطراف خارجية". المراقبون يصفون الدور السعودي المقبل بأنه"فاعل"، مرجعين ذلك الى حساسية المرحلة المقبلة، وسط اطمئنان إسلامي وعربي بعد ان قال الملك عبدالله:"أضحى من واجب المملكة وهي تحرص على إصلاح أحوال العرب والمسلمين وجمع كلمتهم أن تبادر قبل غيرها إلى صياغة دور فاعل خليجياً، وعربياً، وإسلامياً". وبرر الملك توجهه بالقول:"كي تتمكن من تفعيل أسس التعاون في سبيل الحفاظ على هوية الأمة العربية والإسلامية، والدفاع عن قضاياه، وصيانة مصالحها، والتصدي لأخطار الفتنة والانقسام والصراع التي تهدد كيانها، ويأتي في مقدمتها تصاعد الفتنة بين المذاهب الإسلامية وخاصة بين الشيعة والسنة وإشعال فتيل النزاع الطائفي في أماكن مختلفة من عالمنا الإسلامي، وخاصة ما يحدث في العراقولبنان". وجاءت النقطة التي تتميز بها الديبلوماسية السعودية عن غيرها من الدول اذ قال الملك عبدالله:"واستشعاراً من المملكة العربية السعودية لأهمية مكانتها ودورها في العالم الإسلامي والعربي فقد حرصت دوماً على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية الأخرى، ووقفت دوماً على مسافة واحدة من جميع المذاهب والفرق والطوائف التي تتشكل منها مجتمعات الدول الأخرى، وكانت دوماً داعية إلى الحوار والتفاهم والمصالحة في أي منطقة تظهر فيها بذور الفتنة والانقسام". كما وصف الملك في خطابه القضية الفلسطينية بأنها أهم قضايا العرب"وتبقى القضية الفلسطينية قضيتنا وقضية العرب الأولى ومحور تحرك المملكة السياسي على الساحات الإقليمية والدولية". ولم يغب الهم اللبناني عن صدر خادم الحرمين الشريفين وهو ما بعث روحاً من التفاؤل في الأوساط اللبنانية، داعياً:"الأشقاء اللبنانيين الى استثمار أجواء التهدئة لمعالجة خلافاتهم بموضوعية عبر الحوار والتفاهم بين جميع الفئات والطوائف وتغليب صوت الحكمة والعقل، حفظاً لسلامة لبنان ووحدته الوطنية، وصوناً لاستقلاله وسيادته ووحدة إقليمية... وسوف لن ندخر جهداً في سبيل دعم اقتصاد لبنان وإعادة إعماره على المستويين الثنائي والدولي". كما وجّه رسالة للعراق النازف شعباً وبلداً:"حرصت المملكة على المشاركة في جميع اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والعربية والدولية بهدف مؤازرة الجهود الرامية الى إعادة الأمن والاستقرار للعراق وتكريس وحدته الوطنية على مبادئ المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات والمشاركة في الثروات بين كافة أبناء العراق بمختلف مذاهبهم وأعراقهم وأطيافهم السياسية ليعيش العراقيون في ظل عراق مستقل موحد الإقليم كامل السيادة عراق، يكون لشعبه الكلمة العليا في تقرير مستقبله بمنأى عن أية تدخلات خارجية".