كلما نشر خبر عن هروب فتاة او بلاغ من والدها او ولي امرها عن الهروب، يصر ناشر الخبر على انها"مريضة نفسياً"، او انها تراجع مستشفى او عيادة للأمراض النفسية، مؤكداً ان كثيراً من النساء لدينا بحاجة الى علاج نفسي، بسبب الضغوط التي تتزايد على المرأة في البيت والعمل والشارع، ولن اقول المواصلات لأنها كارثة المرأة، وهي تتدبرها بنفسها، فلا داعي إلى حافلات مخصصة بها مقاعد للنساء، ولا الى"مترو"لتسير تحت الارض، ولعله الافضل لجميع من يريدونها تحت الارض، لكن الفتاة التي نشر خبر هروبها بسيارة والدها من احدى قرى حائل الى مسافة 240كلم حتى وصولها الى مدينة حائل، وكانت ترعى الغنم، لم يفد أخوها المبلغ بأنها مريضة نفسياً وأفاد بأنها هاربة بسيارة والدها... وقدم محام سعودي توصيات عدة الى جهات حكومية للنظر في مسألة هروب الفتيات والزوجات من بيوتهن، باصدار مواد قانونية تنص على عقوبات تعزيرية تطبقها المحاكم الشرعية بشأن الهاربات من الزوجات والفتيات، وذلك لردعهن. وأكمل المحامي في حديثه إلى"الحياة"يوم 20-2 أن الهروب يتم لاسباب عدة، ابرزها"الضرب المبرح"والتعنت والحرمان الشديد، والخادمة والسائق يسهلان مهمة الهرب وتأمين السكن كما هو معروف! ان المرأة السعودية لا تستطيع استئجار سكن خاص بها، ولا ان تسكن فندقاً ولا شقة مفروشة حتى في مكةالمكرمة، فالمحامي النشط بدلاً من ان يقف في صف الهاربات من العذاب الذي اعترف به، وان ينشط لوضع عوامل حماية للمرأة يدعو الى عقوبات تعزيرية! "يا سلام"على عالم المحاماة الذي يدافع عن الحق، على كل توصلت في النهاية إلى ان المرأة الهاربة عاقلة وراشدة وليست مريضة نفسياً، فالضغوط عليها هي السبب في الهروب، وهو امر ليس جديداً ولا غريباً، كنت اسمع عن ذلك في دول مختلفة، ولكن ها نحن نطبق الحديث الشريف"لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه". المرأة المعلقة تصمت، والمرأة التي يتم الاستيلاء على ميراثها، والمرأة التي تضرب، لم يخطر ببال الرجل انها ستهرب، الهروب حقها وحدها، هي التي تقرر ان تبقى او لا، واذا كان المحامي يشير الى ان السرية التامة تحيط بهذه القضايا خشية الفضيحة، فتلافياً للفضيحة يتم علاج السبب، وهناك جرس انذار منذ زمن، لكنه الآن فقط وصل، وليس بعيداً ان نسمع عن هروب الفتيات والزوجات الى دول أخرى، بل قد حصل هروب في الخارج وتحدثت الصحافة عن حالات فردية، نتمنى ان يتعاطف المسؤولون والمحامون مع هذه الحالات ويسعوا الى حل قضايا المرأة بدلاً من ان يبحث محام عن"عقوبات تعزيرية"، فالعقوبات التعزيرية موجودة، وعندما يبحث المحامي في اسباب الهروب فأسباب الهروب او حتى الهروب نفسه عقاب في كل الحالات.