في أحد المراكز التجارية شمال مدينة ... وكتب بخط واضح وكبير على الباب الخارجي لمطعم به"ممنوع دخول النساء من دون محرم"، وفي مهرجان الجنادرية، أكد المسؤولون أنه سيكون للعائلات فقط، ورجال الهيئة يطالبون بوجود محرم، لكن السؤال هو: ماذا عن المرأة التي تذهب إلى السوق وحدها، أو مع صديقة أو مع أخت؟ ألم يخطر على بال كل من يتحدث بشأن النساء بأن هناك نساء ليس لهن محرم... وحيدات، وهل سقطت حقوقهن تماماً لعدم وجود محرم معهن؟ كيف يكون مطعم في سوق عامة ثم تمنع المرأة من دخوله إلا مع محرم؟"ممنوع دخول النساء"، أمر في غاية الاهانة إنه تمييز ضد المرأة، هذه حقيقة. لست أدري هل ما زالت"محال الأشرطة"أيضاً تمنع دخول النساء، ومحال الفيديو؟ في المجتمع الآن حالات خاصة لنساء وحيدات، بمعنى: هناك نساء على اختلاف مستوياتهن الثقافية والمتوسطة، والنساء البسيطات اللاتي يعشن في سكن خاص بهن نظراً إلى ظروف الحياة... أليس لهن حق في إدراجهن ضمن غير الممنوعات من الأسواق، خصوصاً أن هناك من تعاني من العطش أو مرض ما، أو حتى لتستريح؟ بالنسبة إلى المركز التجاري في شمال الرياض عندما استفسرت من المسؤول: كيف يُكتب على المدخل"ممنوع دخول النساء إلا بمحرم"، قال هذه تعليمات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنحن نعيش ما يشبه حال انفصام وتخبط في كيفية التعامل مع"العولمة"التجارية التي تمثلت في هذه الأسواق... وإذا كان معظم مرتادي السوق من النساء، فما الذي يمنع دخول امرأتين المطعم؟ أو حتى امرأة واحدة تعاني مرضاً لتستريح أو حتى لتأكل؟ نحتاج إلى محال عدة للنساء فقط، وللنساء من دون محرم، إنه تفريق كان فهمه صعباً على عمال المطاعم، وأي عمال آخرين بسبب كل ما هو ممنوع ولا بد من أن تتكون لديهم وجهة نظر عنا عندما يعودون إلى بلادهم... ألم نسمع عن العاملة الاندونيسية التي قيل إنها ستكتب رواية عن تجربة عملها في السعودية وحتماً سيكون العنوان:"اندونيسية في السعودية"أو"بنات اندونيسيا"ويمتزج فيها الخيال بالحقيقة والسراب. ما دمنا في حال الإصرار على عزل النساء ليسلم الرجال فكأننا نعيد حكاية الفصل العنصري الذي كان في أميركا وتخلت عنه عندما كانت للزنوج مقاعد مختلفة عن البيض في وسائل النقل العام وبدأت نهاية هذا الفصل عندما أُهينت امرأة سوداء. لقد دامت 40 عاماً"حرب البسوس"بسبب ناقة، فليت صاحبة الناقة تأتي لترى، وتقرر بشأن ما تراه الآن: هل تبقى على"ممنوع دخول النساء إلا بمحرم"؟