{ تخوض المرأة السعودية تجارب متنوعة وخطوات في مجالات تجارية مختلفة، ومنها الاستثمار في المعارض التجارية المتعلقة بالمرأة ومايقدم فيها من خدمات وفرص لتفعيل دورها اقتصادياً واجتماعياً، إذ تعد سيدة الأعمال السعودية مديرة مركز"فانتيل التجاري"مها المالك من المهتمات بتنظيم المعارض..."الحياة"، أجرت حواراً معها حول تجربتها. كيف كانت بداية مشوارك؟ - بدأت مشواري بعد تخرجي من الجامعة مباشرة بافتتاح بوتيك"فانتيل"، للملابس الداخلية النسائية، وكان بوتيكاً صغيراً إلا انه على رغم صغره كانت تقام من خلاله معارض مقدمة لسيدات الأعمال المبتدئات تسمى"بازارات"لأنواع من البضائع بصورة دائمة، وبذلك كان لي دور في تقديم بعض الانجازات والمنتوجات لسيدات الأعمال، في هذه الأثناء كنت ملتحقة بوظيفتي في مستشفى الملك فيصل التخصصي موظفة إدارية ما جعلني أقسم وقتي بين الوظيفة ومتابعتي لحاجات البوتيك وكان هذا مرهقاً، ثم أنشئ مركز فانتيل التجاري الذي تقدم فيه خدمات نسائية مثل"كوافير- كوفي شوب - معرض للعباءات..."والعديد من المعارض المتنوعة التي تستهوي المرأة. نود التعرف على مراحل تأسيس المركز؟ - تبلورت الفكرة في داخلي فقمت باختيار الشركات، والحصول على المكان الاستراتيجي المناسب، وتصميم الخرائط، والتعاون مع مكتب محاماة وتصميم العقود، وتدريب الفتيات السعوديات للتوظيف. كيف تنظرين إلي سوق العمل النسائي في السعودية؟ - كانت سوق العمل النسائية منحصرة في مجال الطب والتعليم حتى سنوات قريبة، أما الان في ظل العولمة والانترنت فكان لا بد للمرأة السعودية أن تواكب تطورات العصر لتلحق بها نحو الأفضل خصوصاً في السوق النسائية التي أصبحت سوقاً شاملة لجميع المجالات، وأرى المرأة السعودية ستنجح وتبدع في أي مجال تخوضه بفضل عزيمتها وإصرارها. كيف ترين تجربة"السعودة"؟ - أفضّل موظفات سعوديات لأهمية السعودة في المجتمع لكونهن بنات هذا البلد وعلى دراية كافية بعاداته وتقاليده ما يجعلهن متقنات للتعامل والتفاهم مع الزبائن، توظيف السعوديات له محاسنه ومساوئه، ومن متطلباته توفير وسائل مواصلات. وضعت حلول لهذه المصاعب التي تواجهها المرأة، في البداية كانت لدينا حافلة خاصة لنقل الموظفات وواجهنا مشكلات عدة مما اضطرني لإيقاف هذه الخدمة وإضافة بدل مواصلات للرواتب وكان هذا أفضل. هل لديك دراية كافية بقوانين العمل، وهل تعتقدين أن الإلمام بها معيار أساسي للنجاح؟ - نعم، لدي دراية بكل القوانين وما تحتاج له الغرفة التجارية من أوراق وتصريحات، أكيد الإلمام بها من أساسيات النجاح كونها تحدد الطريق الصحيح والثقافة حول الأنظمة وتشكل وسيلة حماية مهمة لسيدات الأعمال لان الجهل بهذه الأمور يعرضنا لبذل الكثير من الوقت والجهد مما يؤدي إلى تأخير إنشاء وافتتاح المشاريع. مارأيك بقرار وزارة التجارة في منع بيع الرجال للملابس النسائية الداخلية، ومحاولة قصر البيع على السيدات؟ - قرار حكيم لما فيه احترام خصوصية المرأة، فعلى رغم الحرية والانفتاح بالمجتمعات الغربية إلا أن وظيفة المبيعات في محال الملابس الداخلية النسائية مقصورة على السيدات فقط. ما النصيحة التي تقدمينها لكل فتاة أو سيدة تطمح إلى ان تكون سيدة أعمال ناجحة؟ - في البداية أحب أن أوضح أن أهم أسباب نجاح سيدة الأعمال تميزها بصفات عدة أهمها، قوة الشخصية، اكتساب الخبرة الإدارية، والتحلي بالصبر وقوة التحمل، والنظرة المستقبلية بمعنى النظرة بعيدة المدى هذا على المستوى الشخصي، وهناك مهارات أخرى تسهم في نجاح سيدة الأعمال مثل مهارات الشخصية القيادية، تحفيز وتشجيع الموارد البشرية والتي تفرد لها بعض المدارس الإدارية نجاح المشروع بالكامل، فعندما تتعامل الموظفة مع المشروع وكأنه مشروعها ستحرص على إنجاحه وتميزه. هل تعتقدين إن للحظ دوراً في نجاحك؟ - لا أنكر أن الله منحني الحظ الوفير الذي لعب دوراً مهماً في مشواري العملي، فأنا اعتبر نفسي امرأة محظوظة من دون استثناء. من كان مثلك الأعلى ودفعك للاستمرار؟ - والدي هو المثل الأعلى فهو من زرع في نفسي حب العمل والتفاني والإخلاص فيه. ما مفهومك للتنافس الشريف بين سيدات الإعمال؟ - لا بد لكل سيدة أعمال ناجحة أن تتعرض للتنافس الشريف، ولكن هنا تبرز فطنة وحكمة سيدة الأعمال، فالسلاح الذي يجب أن تبرزه في هذه المرحلة هو سلاح العقل والتروي لتجعل المنافس معها وليس ضدها، وفي كل مرة كنت أتصرف بعقلانية وحكمة، واستطعت تحويلها من منافسة إلى زميلة عمل، وكوني مديرة مركز فقد أغلقت باب المنافسة حتى لا تصل لمنافسة غير شريفة، إذ إنني لا اسمح بفتح معارض لها النشاط نفسه في المركز، فلكل معرض نشاطه وبضاعته الخاصة به. وقد سمعنا عن العديد من المراكز التي افتتحت ثم أغلقت نتيجة سوء الإدارة، وتكمن الصعوبة في إدارة المشروع وصيانته وكيفية التعامل مع كل الموظفات والمستأجرات والزبائن والعاملين والقائمين على الصيانة ... الخ. في ظل التطورات وتقدم التكنولوجيا برز كثير من أسماء سيدات الأعمال ولكل منهن مايميزها، مالذي يميزك؟ - تميزت بفكرة المركز الجديدة فهو يعتبر مركز المرأة الأول إذ يحتوي على عدد كبير من المعارض متنوعة الأنشطة بين قاعة المحاضرات أو دورات تؤجر بالساعة، وحالياً تقام بها دورتان CFA CAM للسيدات وهي دورات متقدمة في الإدارة والتحليل المالي، إضافة إلى الدورات الفنية، الطبخ، الفن، اللغات، ولم نغفل الاهتمام بالأطفال ففي نادي رينبو للأطفال نقدم دورات الكومبيوتر واللغات والأنشطة المختلفة لإثراء مهارات ومعارف الطفل. إلى أي مدى كانت تصل طموحاتك؟ - طموحاتي وآمالي ليس لها حدود... المرأة بلا طموحات كالإنسان بلا مستقبل.. وانا أتطلع لامتلاك برج فانتيل. ... وتتطلع إلى نجاح معرض "المرأة والطفل" تقول مها المالك عن مشاريعها المقبلة :"لديَّ أفكاراً كثيرة وجديدة قمت بتنظيم معرضالمرأة العصرية في كانون الأول ديسمبر 2006 تحت رعاية حرم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأميرة حصة الشعلان، وضم المعرض أكثر من 65 مشاركاً متنوعاً وزار المعرض أكثر من 5000 سيدة". وأضافت لافتة إلى أن نجاح معرض المرأة العصرية تمخض عنه فكرة معارض أخرى مثل معرض عالم المرأة والطفل المزمع ويقام تحت رعاية الأميرة عادله بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يختص بكل مستلزمات المرأة والطفل مثل إكسسوارات الأطفال، وديكورات، غرف الأطفال... وغيره وهو الأول من نوعه في المملكة. سيكون في فندق الفور سيزن ببرج المملكة بتاريخ من 14 إلى 16 ربيع الأول 1428 ه 1- 3 آيار/ مايو 2007.