في الوقت الذي تحارب الولاياتالمتحدة الأميركية ودول أوروبا لحماية مواطنيها من آفة التدخين، حتى أنها منعته في الأسواق والطرقات العامة وفرضت الغرامات لمن يخالف، إلا أن مدينة جدة وجدت أن تسلية بعض مواطنيها والمقيمين فيها، على رغم ما تسببه لهم ولمن حولهم من أضرار أهم، وبما هو أخطر من الدخان العادي أي بالشيشة والمعسل. لقد انتشرت المقاهي في مختلف شوارع جدة وسمح لأصحاب المقاهي والمطاعم أن يقدموا الشيشة أو المعسل لمرتاديها من نساء ورجال، حتى لمن هم دون سن ال?"14 عاماً"وللعاطلين والمتسكعين في الشوارع من المواطنين والمقيمين الذين يجدون في هذه المقاهي تسلية وضياع وقت فراغ ومشاهدة المارة من رجال ونساء، خصوصاً إذا علمنا أن انتشار المقاهي أصبح داخل الأسواق، على رغم أن ظاهرة المقاهي التي كانت في جدة القديمة الموجودة في"الشرفية وطريق المدينة وعنيكش"وغيرها اندثرت منذ فترة طويلة. إلا أن جدة الجديدة أبت إلا أن تعيد الماضي على رغم سلبياته. نعم الشيشة أو المعسل يطلق عليها بالتدخين السلبي، لأن مضاره كبيرة على أفراد الأسرة التي لا تدخن، خصوصاً الزوجة والأطفال. إذ يزيد من الأضرار الرئوية ويسهم في تضاعف الأورام السرطانية عند الأطفال. كما أن انتقال الشيشة من شخص لآخر سبب لانتقال الأمراض مثل الدرن الرئوي والتهاب الكبد والتهاب وتقرح الفم واللثة والحلق، وقد يؤدي إلى جفاف يؤدي إلى سرطان المريء. كما أن القطران الموجود في الشيشة يحتوي على مصدر أكثر خطورة هو احتراق الفحم الذي يستخدم مع حرق وإشعال المعسل، ما يؤدي إلى السرطان باختلاف أنواعه مثل سرطان المثانة، سرطان الفم واللسان واللثة، سرطان الرئتين، سرطان الجهاز الهضمي، وتصل الشرايين والجلطات. آخر دراسة في كلية الطب في جامعة الأزهر المصرية نشرت في"المجلة الدولية لأمراض الجلد"حذرت من أن تدخين الشيشة الذي يتم عن طريق أنبوب مطاطي يرتبط بسرطان الفم، وإن مدخن الشيشة يمتص ثاني أكسيد الكربون أكثر من الدخان، وهذا يؤدي إلى قرحة المعدة نظراً إلى كثرة الكوليسترول والحموضة عند مدخن الشيشة، ما يسبب انسداد الشعب الهوائية، وزغللة في النظر. وماذا بعد كل ذلك من أضرار... هل بذلك يا أمين مدينة جدة تصبح جدة"غير"؟ نبيل الكويتي - جدة [email protected]