أطلقت الهيئة العليا للسياحة مشروعاً للحفاظ على نحو 6500 موقع أثري في مناطق المملكة كافة، وكشف عن معالمه باحث التخطيط في جهاز"الهيئة"في المنطقة الشرقية المهندس عارف السلطان خلال استضافته في ملتقى"الثلاثاء الثقافي"في القطيف، في محاضرة حملت عنوان"آفاق ومجالات السياحة في المنطقة الشرقية". ويشمل المشروع"تنمية المواقع الأثرية، وحصر موارد التراث المتاحة في المملكة وتقييمها وتصنيفها، ووضع معايير لترميم مباني التراث العمراني، وفق أفضل ما توصلت إليه التجارب الدولية، من بينها مشروع تطوير مواصفات ترميم المباني الطينية والحجرية، وتسجيل المواقع الأثرية والتاريخية في قائمة التراث العالمي لدى المنظمة الدولية للتراث والثقافة اليونسكو، وبرنامج التوعية بأهمية التراث العمراني على مستوى المملكة". كما يشمل المشروع"إعادة تأهيل الأسواق الشعبية وتطويرها، وإعداد إستراتيجية وخطة عمل خمسية لتطوير الحرف والصناعات التقليدية بوصفها قطاعاً اقتصادياً، وتأهيل التراث العمراني وتطويره في موانئ البحر الأحمر التاريخية، وكذلك إعادة تأهيل المباني التاريخية التابعة للدولة، وإعادة تأهيل المواقع التراثية بالتعاون مع القطاع الخاص والملاك، وإنجاز إستراتيجية تطوير قطاع الآثار والمتاحف، وإدراج حماية التراث العمراني وتأهيله، ومبادرة تحسين مراكز المدن التاريخية، ومنع الإزالة العشوائية لمباني التراث العمراني". وأكد السلطان"سعي الهيئة العليا للسياحة إلى تنمية سياحية قيّمة ومميزة، ذات منافعَ اجتماعيةٍ وثقافية وبيئية واقتصادية"، مؤكداً ان"ما تقوم به في هذا المجال يُحقق تنوعاً اقتصادياً وإثراءً اجتماعياً، ويخلق فرصاً للعمل، ويحافظ على البيئة والأصالة الثقافية"، موضحاً"أهمية التراث، وأنه يمثل إرثاً ثميناً وضعته أجيال متعاقبة، كما انه وسيلة تلاحم بين الماضي والحاضر، والعنصر الأهم من العناصر السياحية الثقافية"، وأشار أيضاً إلى"إسهام التراث في تعزيز اقتصاديات المجتمعات المحلية"، مستعرضاً العلاقة بين السياحة والتراث، موضحاً ان"هناك علاقة متبادلة ومنافع مشتركة بين صناعة السياحة والتراث، وأن التراث الثقافي يمد صناعة السياحة بعناصر جذب مميزة وموارد للمنتجات السياحية". وأكد ان"صناعة السياحة تعتمد على عرض ذلك التراث وتقديمه، وكذلك توفير التمويل اللازم لحمايته"، موضحاً ان"السياحة الثقافية تقوم على استهلاك مواد التراث الموجودة في المتاحف والمواقع الأثرية والتراثية، وأنها تساعد على تحقيق أهداف تربوية وتثقيفية، وتدعم الانتماء الوطني والتواصل الحضاري والثقافي مع المجتمعات الأخرى"، مشيراً إلى ان السياحة الثقافية"تهتم بالسائح المحلي والوافد على حد سواء"، موضحاً أنها"تمثل 37 في المئة من إجمالي سوق السياحة الدولية، وتنمو بمعدل 15 في المئة في العام تقريباً". وتطرق السلطان إلى الضوابط التي تتبعها الهيئة لاستثمار مواقع التراث، ومنها"وجوب التعامل معها بأسلوب التنمية المستدامة، الذي يقوم على المحافظة على الموارد والمقومات الأساس في المقام الأول، وتحقيق استفادة اقتصادية منها بطريقة متوازنة، وتعزيز مصالح المجتمع المحلي"، مستعرضاً تصنيف الموارد التراثية في المملكة، ومنها"المواقع الأثرية، التي حُصر منها نحو 6500 موقع ذي أهمية سياحية متفاوتة، بعضها يمتلك مقومات تجعله وجهة سياحية عالمية بذاته، ومنها أيضاً المواقع التاريخية المرتبطة بالتاريخ القديم والإسلامي وتاريخ المملكة، والمواقع المرتبطة بالتراث الأدبي، والمتاحف وأبرزها المتحف الوطني، ومواقع التراث العمراني، والحرف والصناعات التقليدية، والتراث الشعبي المرتبط بالعادات والتقاليد، والمهرجانات التراثية والفنون الشعبية وتراث المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية".