يهتم سلامة بن رشدان الجهني 70 عاماً، الذي يعد أحد أشهر الأطباء الشعبيين في المدينةالمنورة، ومؤسس متحف قمة المدينة، بالتراث منذ أكثر من 40 عاماً، جمع خلالها أكثر من 40 ألف قطعة تراثيةً، على رغم مشاغله الكثيرة في مجال الطب الشعبي، وذلك من خلال جمع المواد التراثية، وحضور المزادات لشرائها، علاوة على تلقيه هدايا عديدة. وقال الجهني ل?"الحياة":"إن افتتاح رئيس الاستخبارات العامة أمير منطقة المدينةالمنورة سابقاً الأمير مقرن بن عبدالعزيز، متحف قمة المدينة عند إنشائه قبل سنوات، مثّل دعماً كبيراً لهذا المتحف، ودليلاً واضحاً على الاهتمام الرسمي وحرص القيادة على تراث المدينةالمنورة القديم"، مشيراً إلى أن أمير منطقة المدينةالمنورة الحالي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، دشن توسعته الأخيرة قبل عام، كما حظي المتحف بزيارة العديد من المسؤولين وضيوف الدولة، ويحوي سجل الشرف فيه الكثير من العبارات الجميلة التي دونها هؤلاء الزوار. وأوضح أن المتحف يزوره يومياً العشرات من الأشخاص على رغم بعده قليلاً عن المنطقة المركزية للمدينة بنحو سبعة كيلومترات، مؤكداً أن إنشاء هذا المتحف بجهود ذاتية، بهدف ربط الماضي بالحاضر، وللاطلاع على تراث المدينةالمنورة العريق. وتمنى الجهني أن ينال المتحف مزيداً من الدعم والتشجيع حتى يتمكن من الإضافة إليه، والاستمرار في توسعة هذا المشروع النادر، آملاً في نقل هذا المتحف إلى موقع أقرب إلى المنطقة المركزية من موقعه الحالي، وذلك في حال وجد الفرصة المناسبة، وتهيأت له الظروف التي تساعده على ذلك، وهو على ثقة بأن المسؤولين يقدرون جهده، ولن ينسوا دعمه بنقل هذا المتحف إلى"قلب المدينة"، خدمة للتراث ولأهل المدينة وزائريها. ويقع متحف قمة المدينة في الجهة الغربية من المدينةالمنورة، وتحديداً في حي العزيزية، وهو يعد من أكبر المتاحف، إذ يضم بين جوانبه أكثر من 40 ألف قطعة من التراث القديم، موزعة على 16 جناحاً. ويحوي المتحف العديد من المخطوطات النادرة والعملات القديمة، ونماذج من الملابس التراثية والأدوات المنزلية، إضافة إلى الأسلحة القديمة من بنادق وسيوف وخناجر، وأجهزة اتصال قديمة"التلفونات"، وأجهزة الاستماع من مسجلات وراديوهات وحقائب. ويضم المتحف أيضاً عدداً من المشغولات اليدوية، والمصنوعات الخشبية، وأدوات مستخدمة في الزراعة، وأربع سيارات من الطراز القديم، ومخطوطات حجرية، وعملات أموية، وشجرة نسب تاريخية، والكثير من المحفوظات التراثية القديمة الأخرى.