إذا بدا الرجل متمللاً داخل بيته ويكثر الشكوى من المشكلات الزوجية خارجه، فاعلم أنه مصاب بأزمة"الأربعين"التي يعرفها المتخصصون في علم النفس بأزمة منتصف العمر في حياة"آدم". وعلى رغم تعدد أسباب وملامح هذه الأزمة إلا أن"آدم"هو بطلها الدائم و"حواء"بطبيعة الحال ضحيتها، فكثيراً ما تعصف رياح هذه الأزمة بالحياة الزوجية وتكون السبب الرئيسي في بحث الرجل عن حواء جديدة إما كزوجة ثانية أو كصديقة اذا لم يردعه الوازع الديني، وهو ما تعده"حواء"بطبيعتها خيانة في الحالتين. ولعل في حديث نوال 30 عاماً ما يعزز ذلك،"بعد العشرة الطويلة التي امتدت لأكثر من عشرة أعوام مع زوجي أربعيني وأنجبنا خلالها ثلاثة أطفال، بدأ الملل يتسرب إلى حياتنا، وأصبحت رتيبة ومزعجة بسبب الخلافات المتكررة التي تحدث على أتفه الامور"، مضيفةً أن زوجها صار يهددها على الدوام بأنه سيتزوج بأخرى و?"بطريقة استفزازية". وتصف نوال أعراض الأزمة كما رأتها على زوجها"أصبح اكثر هدوءاً من ذي قبل،ويكثر من استخدام الجوال بشكل أدخل الشك إلى نفسي"لا سيما أن الابتسامة باتت تغمر محياه كما كانت نوال تراها قبل عشرة أعوام في ايام الزواج الأولى. وبحدس"حواء"الذي يصيب كثيراً أيقنت نوال أن"حواء"أخرى توجد في حياة زوجها"لم أصرح بالامر له، خشية أن أفقد زوجي، وعلى رغم أن الغيرة كانت تحرقني، وبدأت احاول اعادة الامور إلى نصابها". غير أن محاولة نوال كانت متأخرة إذ إن زوجها طلقها وتزوج بأخرى. ويفسر الدكتور في علم النفس أحمد حافظ لجوء"آدم"إلى"حواء"أخرى غير زوجته بعدم التكافؤ في طقوس الحياة الزوجية، وفي مقدمها"الجنس"، مشيراً إلى أهمية محافظة المرأة على جاذبيتها من دون الإخلال بواجباتها الأخرى،"المراة قادرة على أن تكون الصديقة والحبيية والزوجة في آن واحد، متى ما استطاعت ان تنظم وقتها وتواكب الحضارة العصرية لتعطي لزوجها الجرعات الدافئة التي تضفي على عش الزوجية الحيوية المتجددة والحب". من جانبها، تقول الاختصاصية في علم الاجتماع مها عبدالله، ان العلاقة الجنسية والعاطفية المثالية بين الزوجين لها دور كبير في نجاح العلاقة بينهما، لأن"الزوج تبقى له رغبات وحاجات، مهما تقدمت به السن". وأوضحت عبدالله أن الرجل المستقر عاطفياً وجنسياً لا تستهويه أي امرأة حتى وإن خالطها يومياً في العملبيد أن الرجل الجائع عاطفياً وجنسياً مع زوجته فإنه"سيبحث عن"حواء"أخرى تمنحه الحنان والجنس". وهنا تقع المسؤوليه على حواء غير المبالية بنفسها ولا بمتطلبات زوجها.