تعاني بعض المستشفيات الحكومية في المنطقة الشرقية نقصاً في الكوادر، ونتيجة هذا النقص لم يكن بأيدي المسؤولين إلا توزيع المهام بين الأطباء بجدول ساعات مكثفة من دون التقيد بساعات العمل الرسمية. خضراء مبروك 63 عاماً بعد أن تمكنت من الحصول على فرصة لمراجعة أحد المراكز، لم تجد طبيبة لكي تسعفها، قالت:"لم أجد في الممر أية طبيبة، وإذا وجدت واحدة فإنها لا تكلف نفسها النظر ناحيتي، حتى وهي تسمعني أتحدث إليها، تواصل سيرها إلى وجهتها غير مكترثة بي أو بغيري من المريضات". لم تكن خضراء وحدها التي تشكو من نقص الخدمات الطبية أو الكوادر، وإنما الممرضات أيضاً لهن شكاوى، بشأن نقص الكوادر الصحية، سواء بالنسبة لفنيي المختبرات، أو الأشعة، أو التمريض، وغيرها من التخصصات الطبية. تقول الممرضة عبير راضي:"الشكوى من نقص الخدمات بسبب نقص الكوادر الطبية المتخصصة أصبح أمراً عادياً خصوصاً في مراكز الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة تحديداً. أما ما يخص المستشفيات فإن الحال أفضل، لكنها لا تعني اختفاء الظاهرة - نقص الكوادر والخدمات". تؤكد عبير أن النقص في الأيدي العاملة النسائية في المستشفيات والمراكز الصحية"مشكلة تتطلب حلاً سريعاً"، ويمكن احتواؤها بإجراء مسح شامل لتحديد حاجات المراكز والمستشفيات الحكومية من الكوادر والمعدات الطبية. ويعزو بعض العاملين في المستشفيات أسباب النقص في الأيدي الفنية، إلى اتجاه بعضها إلى الخدمة في مستشفيات ومراكز القطاع الخاص:"على عكس الأطباء الذين يتوجهون من القطاع الخاص إلى القطاع الحكومي، فموظفو أقسام التمريض والأشعة وغيرهم من فنيي المختبرات يتوجهون للقطاع الخاص"، بحسب ما يقول الممرض علي التمامي الذي يضيف أن ذلك يعود إلى ما تتعرض له الكوادر الطبية لضغوطات عمل، نتيجة الخلل والنقص في تغطية بعض التخصصات. ويدعم هذا القول المدير العام للمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الذي قال:"في حال وجود نقص كوادر طبية يكون بسبب عدم تغطية جميع التخصصات، وتغطية جميع التخصصات لا علاقة لها بالعدد فإذا كان يوجد 300 ممرض على سبيل المثال وتخصصهم واحد فذلك لا يغني عن أن اطلب أعداداً من تخصصات متنوعة أخرى". وترى المتخصصة في قسم الأشعة فوزية عبدالرحمن أن النقص لا يكمن في العدد بقدر ما يكمن في الكفاءة"فقد تتوافر اختصاصيات، إلا أن انعدام الكفاءة يخلق خللاً، ويؤثر على المستوى المهني، وما نلاحظه هو التسرب من المهن الطبية خصوصاً بين النساء وبخاصة المتزوجات منهن". وأوضحت إحصاءات أن السعودية تأتي في نهاية قائمة دول الخليج العربي في مجال سد الحاجة في قطاع التمريض بمعدل 32.2 ممرضة لكل 10 آلاف نسمة.