رسام له فترة وهو يرسل لوحاته إلى جمعية فنانين، علها تلفت الانتباه، لكن من دون جدوى، وفي يوم ما قرر أن يرسم وعلى عجل قطته الأثيرة مرجوجة وكالعادة أرسل اللوحة للجمعية. هنا حدثت المفاجأة حيث رد رئيس الجمعية عليه بأن لوحة القطة مرجوجة قد فازت بجائزة الشهر، وأنه مدعو غداً لحضور حفلة تكريمية. في اليوم الموعود، كان يداعب قطته قبل خروجه للحفلة، كان ينظر لمرجوجة تلك القطة الوديعة الفاتنة بكل امتنان. لم يقطع خيالاته الحالمة تجاه القطة سوى مقابلة في التلفزيون مع ساحر أجنبي مشهور، حيث سأل المذيع الساحر عن خدعة سحرية... فضحك الساحر وأجاب: الساحر لا يتكلم وبرر الساحر ذلك بقوله إن الخدع السحرية قد تبدو للناظر مستحيلة، لكن ما ان تنكشف طريقة الخدعة حتى تخبو روعتها للجميع، لذلك فيجب ألا أتكلم في مقر الجمعية... جلس صاحبنا مزهواً و بجواره لوحته، وبدأت الندوة المعقودة عن لوحة مرجوجة. فقال الناقد الأول: أعجبني تجلي البراءة في اللوحة، تلك القطة بنعومتها وصفاء ابتسامتها، لقد رسمت بعناية، أؤكد لكم ذلك. قال الناقد الثاني: الخداع، أرى الخداع في تلك القطة، فتحت قدمها يتدلى شيء أشبه ما يكون بذيل فأر، ربما انتهت من افتراسه للتو، بقعة حمراء تطل من أسنان تلك المخادعة تؤكد شكوكي، لقد اخفى خداع تلك القطة بعناية، وهذا في نظري أجمل ما رسم في اللوحة. قال الناقد الثالث: أرى التناقض في أقصى جماله، قد تبدو بريئة ومذنبة في وقت واحد، بريئة في ملامحها وفتاكة في أفعالها. قاطعه الرابع: بل الغموض هو أجمل ما في اللوحة، لأنك لن تعلم أبداً حقيقة تلك القطة. وفجاه تحول الحضور للنظر لرسام اللوحة بحثاً عن الإجابة الشافية، كان الرسام تائهاً لأبعد ما يكون، كان غير مصدق بأن مرجوجة تخفي كل هذا، وتحت وابل من الأسئلة المنهمرة... رفع صاحبنا رأسه ضاحكاً وقال: الرسام لا يتكلم.