سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين مرتاح ل"الأجواء الإيجابية" في حوار "المصالحة" الفلسطيني ... ومسؤول سعودي ل "الحياة": وجود القيادة في مكة بطلب من المتحاورين عباس ومشعل يشددان على الاتفاق ... وتعميق الوفاق والشراكة
أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائه أمس مع القادة الفلسطينيين الذين بدأوا اجتماعات"المصالحة"في مكةالمكرمة، عن ارتياحه وسروره للأجواء الإيجابية التي بدأت بها اللقاءات الفلسطينية، ولتأكيد القادة الفلسطينيين الذين تحدثوا في الجلسة العلنية المفتوحة عن حرصهم على الوصول الى اتفاق شامل، وعدم مغادرة مكةالمكرمة من دون اتفاق. وأعلن القادة الفلسطينيون في افتتاح جولات"حوار الفرصة الأخيرة"في مكةالمكرمة ظهر أمس، الرغبة الجادة والأكيدة في وضع حد للصراع الاقتتال الداخلي، وعدم الخروج من"الديار المقدسة"إلا باتفاق شامل لقضايا النزاع الفلسطيني - الفلسطيني، ومن ثم التركيز على مواجهة ظروف الاحتلال الإسرائيلي. وشدد كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل ورئيس الحكومة إسماعيل هنية، على استجابتهم لنداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقبول العمل تحت إشرافه العام، للتوصل إلى حل للوضع الداخلي. راجع ص 9 وأكد مصدر سعودي مسؤول أن القيادات الفلسطينية طلبت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإشراف على سير محادثات تعميق الوفاق الوطني، حقناً للدماء"وتركيزاً على أهداف الأمة الإسلامية العليا بإخراج المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة من قبضة الاحتلال"الإسرائيلي. وقال ل?"الحياة"إن الملك عبدالله وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ونخبة من المسؤولين السعوديين"حضروا إلى مكة بناء على رغبة الأشقاء الفلسطينيين في أن تكون قيادة المملكة العربية السعودية حاضنة للوفاق الصادق، وداعمة له لدى الأطراف الدولية". وأضاف قائلاً:"وليقفوا شهوداً على الاتفاق عند تحقيقه، الذي وعدت بتحقيقه جميع الأطراف منذ إطلاق نداء خادم الحرمين الشريفين لهم الأسبوع الماضي". وأشار المصدر إلى أن الدور السعودي"محوري وفي غاية الأهمية، قبل وبعد توصل الأشقاء الفلسطينيين إلى حل قضاياهم الداخلية من خلال محادثات مكة، والتعهد أمام الله بإدارة الخلافات الفلسطينية من دون الانزلاق إلى جحيم الاقتتال الأهلي". وكانت لقاءات المصالحة الفلسطينية بدأت ظهر امس بجلسة علنية، تحدث فيها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية، وأكد الثلاثة انهم لا يريدون مغادرة مكةالمكرمة من دون التوصل الى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ووقف الاقتتال الداخلي الفلسطيني. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة افتتح بها اللقاءات:"نقول لأهلنا وأسرنا ... نحن إن شاء الله لن نخرج من هذا المكان المقدس إلا متفقين". اما مشعل فقال في كلمته:"جئنا لنتفق ولن نغادر هذا المكان إلا متفقين، لأنه لا مجال لنا إلا أن نتفق". ودعا الرئيس عباس إلى تشكيل حكومة وطنية"وهي مطلب الجميع والكل ينادي بها"، مشيراً الى أنها الحكومة"التي ستعمل على تخليص الفلسطينيين من الحصار، وتفتح الآفاق العربية والدولية، وتكون قادرة على أن تجلب لهم كل إمكانات العيش الكريم". ودعا خالد مشعل في كلمته المجتمع الدولي إلى احترام"اتفاقنا والاعتراف بواقعنا الفلسطيني، والتعامل معه بجدية"وحث المجتمعين على"الحوار على قاعدة الانفتاح والاخوة والمحبة". ووجّه مشعل نداء لمناصري وناشطي حركتي"حماس"و"فتح"بأن"يلتزموا وينضبطوا انضباطاً كاملاً، من دون أية تجاوزات في الشارع الفلسطيني، من اجل اعطاء فرصة لنجاح الحوار". في حين دعا رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية في كلمته - وهي الثالثة بعد عباس ومشعل - الى"الاتفاق على ميثاق شرف يحرم الاقتتال، ويعزز الوحدة الوطنية"، وأضاف:"نريد اتفاقاً شاملاً وليس فقط اتفاقاً جزئياً ينهي حال الاحتقان". وبعد الجلسة الافتتاحية عقدت جلسة عمل مغلقة، تحدث خلالها قادة آخرون من الحركتين، وأكدوا في كلماتهم على التوجه نفسه بالتوصل الى اتفاق على أن الحوار"يجب ألا يبدأ من نقطة الصفر، بل ان يُبنى على ما كان تم التفاهم عليه في الحوارات واللقاءات السابقة"، واتُّفق خلال الجلسة على جدول اعمال اللقاءات. وفي المساء عقدت جلسة العمل الثانية التي تم خلالها تشكيل اربع لجان من الحاضرين، للبحث في قضايا جدول الأعمال، والتوصل الى اتفاق في شأنها، بمتابعة مباشرة من عباس ومشعل. وعلى رغم أن المصادر الفلسطينية المجتمعة لا تعلم متى ستنتهي من لقائها في مكةالمكرمة، الا انها تتوقع ألا تطول اللقاءات بعد الجمعة والسبت. إلا أن مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو أعلن أنه تم الاتفاق على ترشيح زياد أبو عمرو وزيراً للخارجية وسلام فياض وزيراً للمال في الحكومة الفلسطينية الجديدة. إلى ذلك، علمت"الحياة"ان وزير الخارجية السعودي عقد مساء أمس لقاءين منفصلين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووفد حركة"فتح"، ومع رئيس المكتب السياسي ل?"حماس"خالد مشعل والوفد المرافق له، لمتابعة المستجدات في اللقاءات الفلسطينية.