"لا أريد أن أتذكر الموقف الذي مر بي إثر إصابتي في مقر عملي في مستشفى حكومي في الرياض"، هكذا بدأت لمياء الاختصاصية في مختبر المستشفى حديثها. لمياء تعرضت في يوم السبت السابع والعشرين من شهر كانون الثاني يناير الماضي، وأثناء تأدية عملها في المختبر للدغة حشرة سامة سببت لها اضطراباً في الجهاز التنفسي وحساسية في الجسم، ما نتج عنه إصابتها بحال إغماء. وتشير اختصاصية المختبر المصابة إلى أن هذه الإصابة ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها إصابة لزميلة لها في القسم نفسه، معيدة ذلك إلى تدهور مستوى النظافة في المستشفى، وعدم اهتمام المسؤولين بالقضاء على تلك الحشرات المهلكة. وتواصل لمياء حديثها بأسى معاتبة إدارة المستشفى:"أخذتني زميلاتي إلى قسم الطوارئ في المستشفى، ونظراً إلى الإمكانات المحدودة أعطوني إبرة وأكسجيناً موقتاً لحين نقلي إلى طوارئ مستشفى الملك فهد بناء على طلب العاملين في الطوارئ وزميلاتي في المختبر"، مستغربة رفض المدير المناوب إحضار سيارة إسعاف لنقلها إلى مستشفى الملك فهد على رغم توافر السيارات والمسعفين. وفي هذا الشأن أكدت والدة الاختصاصية أن المدير المناوب لم يهتم بتوسلاتها لإسعاف ابنتها المصابة،"المؤسف أنه لم يقدر إصابة ابنتي أثناء العمل ولم تشفع لها سنوات خدمتها في المستشفى وحقها في تقديم خدمة الإسعاف والسرعة في إنقاذها". وتذكر:"أن المدير المناوب أصر على موقفه الخاطئ من دون سبب مبرر سوى أنه سوء تصرف منه، وعند سؤاله عن مدير المستشفى أفاد بأنه هو المسؤول الذي ينوب عنه، ولم يكلف نفسه عناء الاتصال بطوارئ المستشفى والسؤال عن الحال، وقام بمتابعة حديثه مع ضيوفه في المكتب، ضارباً بتوسلاتي عرض الحائط". وتتابع الأم حديثها بحسرة:"تم نقل ابنتي إلى مستشفى الملك فهد بسيارتنا الخاصة، وبقيت في قسم الطوارئ وتحت الملاحظة لمدة ثماني ساعات، ومرت الأزمة بسلام، لكني أتمنى للمأساة ألا تعود مرة أخرى مع موظفات المستشفى والعاملات فيها". وعبرت الاختصاصيات العاملات في مختبر المستشفى عن خشيتهن من تكرار الإصابة وعدم فعالية الإجراءات المتخذة وضعف الخدمات في المستشفى المذكور. وتنهي لمياء حديثها متسائلة:"هل يعقل أن حياة الإنسان رخيصة؟ ألا يكفي ما تعرضت له من تعب نفسي وجسدي وإصابتي بحساسية دائمة من كل الحشرات؟".