أكد باحث إعلامي سعودي أن الدراسات التي أجريت لتقويم مجهودات العلاقات العامة الحكومية للسعودية في الولاياتالمتحدة الأميركية، توضح أن الطريق مفتوح أمام السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية، للتأثير في طريقة تغطية وسائل الإعلام الأميركية، مشترطاً توافر الجدية والمسؤولية والإمكانات والتخطيط والتنظيم، إضافة إلى فهم كيفية عمل وسائل الإعلام الأميركية، وفهم عقلية الجمهور الأميركي، والنجاح في استثمار كل ذلك في خطط علاقات عامة احترافية، تستهدف التأثير في التغطية الإعلامية للدولة وقضاياها. جاء ذلك في دراسة مسحية وصفية أجراها الأستاذ المشارك في قسم الإعلام الدكتور عثمان العربي، عن"صورة المملكة العربية السعودية في وسائل الإعلام الأميركية"، أشارت إلى أن الصحف الأميركية تبدو متباينة عند تعاملها مع القضايا السعودية. وأكد العربي أن دراسته أوضحت"تباين الصحف الأميركية في تعاملها الإعلامي مع السعودية، فالصحف المملوكة لقوى مؤيدة لإسرائيل، والتي يترأس تحريرها محررون متعصبون ك?"نيويورك تايمز"و?"وول ستريت جورنال"، تختلف في تغطيتها للسعودية عن صحف تبدو أكثر حيادية ك?"واشنطن بوست"و?"كريستيان ساينس مونيتور". وأوضح الباحث"أن التعصب وصل بهم إلى انتقاء رسائل معينة من القراء لنشرها في صفحات البريد". لكن العربي يرى أن"الصحف المعتدلة ربما تساعد القارئ الأميركي في تكوين صورة أكثر واقعية من الصورة المشوهة التي تسعى لنشرها الدوائر والصحف المؤيدة لإسرائيل في الولاياتالمتحدة الأميركية". وكشف أن العامل الثقافي الذي يربط السعودية بأميركا يعد الأهم في تحديد صورة السعودية الذهنية في وسائل الإعلام الأميركية، على رغم قوة العلاقات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية. وخلصت الدراسة إلى أن الأبحاث المحددة التي درست صورة المملكة في الإعلام الأميركي، كشفت أن صورة السعودية في الإعلام الأميركي ليست استثناء عن صور الدول العربية والإسلامية في الإعلام الغربي عموماً، من ناحية التعامل معها ومع قضاياها بنمطية وسطحية وتمحور حول الذات، الأمر الذي أدى إلى اتسام هذه الصورة بشكل عام بالسلبية، وبدلاً من أن يسود الوعي بخصائص وخصوصيات ثقافات الدول في زمن العولمة، فإن البحث كشف أن هذه الصورة السلبية ازدادت سوءاً خلال السبعينات من القرن العشرين بشكل منتظم، حتى قبل أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، وبطبيعة الحال جاءت أحداث 11 أيلول لتزيد الأمور تعقيداً وتزيد الصورة تشوهاً، خصوصاً مع ظهور وسائل إعلامية أميركية جديدة، متبنية فكراً محافظاً متعصباً، يناصب الإسلام والمسلمين العداء. +