عند باب الصف تقف أشواق حائرة خلف زميلاتها اللاتي يتسابقن للدخول، تأتي المعلمة وأشواق مازالت واقفة أمام الباب، ثم تستأذن بحجة الذهاب إلى دورة المياه. أشواق، الطالبة في الصف الثاني المتوسط 14 عاماً تفكر كل يوم بحيلة جديدة للهروب من الصف،"الدراسة أصابتني بالملل". هروب الطالبات من الصف وسيلة للترفيه عن النفس، وحل وحيد للفرار من معلمات عصبيات و مزاجيات"، تقول حنان:"أحب الهروب من الصف لأرفه عن نفسي قليلا". وتهمس حنان في أذن صديقتها نوال استعداداً للهروب بإشارات لا يعرفها سوى الطالبات،"لا أستطيع الجلوس ثماني ساعات على كرسي خشبي من دون تحرك". حنان لا تحتمل المعلمات اللاتي يصرخن طوال اليوم، فتهرب بأية طريقة للجلوس في أي مكان في المدرسة بعيداً عن صراخ المعلمة،"ما أقدر أتحمل صراخ المعلمة. هروبي من عندها خير لي من رعبها". أما منال الطالبة في الثانوية، فتشعر بأنها لم تعد صغيرة لتحبس نفسها في الصف حتى نهاية اليوم الدراسي، وتقول:"أنا دائمة الهروب وأساعد صديقاتي عليه". وتضيف:"أصبح الهروب من الفصل الدراسي عادة لا نستطيع الاستغناء عنها، على رغم العقوبات التي نتعرض لها". وتقول خلود:"أضطر للهرب عندما أنسى واجب مادة العلوم بالذات، لأن معلمتها لا تقتنع أبداً بأي عذر". ولكن الهنوف السليمان 15 عاماً تتناول فطورها ببطء حتى لا تعود إلى الصف باكراً،"نجلس في الصف ويغلق علينا الباب، وكل واحدة منا تخرج كتاباً تقرأ فيه كأننا محتجزات، مع أن هؤلاء يرفه عنهن، على رغم ما ارتكبن من جرائم". وتحب لمياء الخالدي 14 عاماً الهروب من الحصص، وتعتبره مغامرة جريئة،"أنا أحب الأكشن الذي ينعش جوي قليلاً، لأن مسألة حشو المواد في رأسي أصبحت مميتة". والهروب بات الحل الوحيد لتفريغ الكبت والضغط، ولتحويل الشخصية المنكسرة إلى أخرى قوية، كما تقول ميادة محمد 13 عاماً:"أهرب كثيراً لأن الحصص أصبحت ثقيلة دم، لكون المعلمات غير ملمات بطرق التدريس، فضلاً عن عدم إلمامهن بالمناهج". ولكن أم عبير القحطاني تشكو من هروب ابنتها الطالبة في المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أنها تقول لها كلما حاولت معرفة السبب:"أحب الهروب مع صديقاتي لأنه وناسة والحصة طفش". وتقول فاطمة الهزاع 16 عاماً:"تعودت على الهروب من الحصص لأني أدرس في مدرسة أهلية، فكل شيء اصبح عندي متعلقاً بالمزاج، وحضوري للحصص والدراسة ما راح يطير".